ما أكثر مهنة تُهدَر فيها الحقوق الفكرية وتُنتهَك؟
♦ إنها مهنة التعليم.
في أيِّ جزء؟
♦ في جزء المذكرات في الحياة التعليمية البديلة الموازية.
ما الحياة التعليمية البديلة الموازية؟
♦ إنها الدروس الخاصة أو العامة خارجَ نِطاق المدارس واليوم الدراسي.
كيف تُنتهَك تلك الحقوق؟
♦ إن أراد معلم التميُّزَ في إنشاء مذكرة خاصة به، فصنعها بنفسه لنفسه، ما يكاد يقع بصر معلم آخر عليها عن طريق تلاميذ المعلم الأول أو عن أي طريق أخرى، حتى يسارع إلى تصويرها أو نسخها، وقد انتشر الأمر إلى مستوى جعل بعض المكتبات تجند فريقًا يصنع هذه المذكرات وتبيعها من دون ذكر أسماء مؤلفين؛ لأنها صارت تجارةً رابحة، تجارة رابحة.
وبين هذا وذاك صورٌ كثيرة متعددة، كلها تدور حول نقل المادة التي يُعجَب بها معلم ويستحسنها إلى مذكرة جديدة باسمه، وصار هذا عرفًا معروفًا مستقرًّا بين المعلمين، لا يستحق إنكارًا، ولا يسمع نكيرًا؛ لأن الكل في الأمر سواء، أو يكادون.
لماذا هذا الجهد في السرقة التي صارت مشروعةً واقعيًّا؟
♦ لأن الكل يسرق أو يأخذ من الكل، ولأن المعلم يسوِّق نفسَه، ويصنع دعايتَه بها، ولأن الوقت لا يتَّسع إلا لها؛ لأن المعلم والتلاميذ اقتصروا على المحتوى فقط من دون المهارات، لا سيما في اللغة العربية.
كيف؟
♦ إن اللغة العربية تستهدف - كما تستهدف بقية اللغات - تنمية المهارات الأربع: القراءة الصحيحة بضبط الكلمة بنيةً وإعرابًا، والكتابة على وفق قواعد علوم العربية، والتحدث بالفصحى، والاستماع اليقظ الباني مهاراته.
وتنفرد اللغة العربية بالهدف الذي تتميز به.
ما هو؟
♦ خدمة القرآنِ والحديث، والاتصال الفعَّال بهما؛ لأن علوم العربية نشأت خدمةً للقرآن، فلا يجب تغييب ذلك عن بال التلاميذ المسلمين، وإلا خسرنا كما نحن الآن.
فهل المذكرات تحقق ذلك أو بعضه؟
♦ إنها تنحصر في تحليل المحتوى ليس إلى مبادئَ وقوانين وظاهر وتعميمات و... إلخ كما ينبغي، بل تحليلُه إلى س و ج تدريبًا على الاختبارات، فيؤُول الأمر إلى أن يكون التعامل التعليمي تدريبًا على الاختبارات، لا شرحًا ولا تدريبًا على المهارات التي تعمُّ الاختبارات وبناء المهارات.
كيف نتلافى ذلك القصور؟
♦ باستخدام الكتاب المدرسي أو الكتاب الخارجي.
لماذا؟
♦ لأنهما معًا يَنقُلان النص كاملاً، والنص الكامل في القراءة والقصة والنصوص هو الذي يبني المهارات؛ فقراءتُه تصنع مهارت القراءة وتدرِّبُ عليها، وكتابة بعض أجزائه تنمِّي مهارة الكتابة وتمرِّن عليها، والاستماع إلى فقرة منه والإجابة عن الأسئلة المطروحة تنمِّي مهارات الاستماع والتفكير معًا، ومحاولة محاكاة النص ينمِّي مهارةَ التحدُّث لو اهتم المعلم، وتحليل المحتوى وعقد الصلات بين أجزائه ينمي المهارات العقلية، التي تدرك خطَّ سير المحتوى، وترصُدُ نِقاطَ التلاؤُمِ والتناقض، وهكذا.
وبتفعيل مستطيل أهداف الدرس الموجود على يمين صفحة بدء الدرس، تكتمل منظومة الاستفادة القصوى من الكتاب المدرسي أو الكتاب الخارجي، الذي يشارك الكتاب المدرسي ذلك، ويزيد عليه التنسيق والتنظيم.
فهل يتوقف المعلمون عن صنيعهم هذا الذي يُؤقزِم ما لا يجب أن يُؤقزَم؟
♦ أدعو وأرجو.