بدأ الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي، ظهر اليوم الثلاثاء، المفاوضات غير المباشرة في مقر جهاز المخابرات المصرية بالقاهرة، بحضور رئيس الجهاز محمد التهامي، وذلك لوضع جدول أعمال للمفاوضات التي ستستكمل بعد العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقال القيادي في حركة "حماس"، محمود الزهار، لـ"رويترز"، إن مبعوثي غزة في الوفد الفلسطيني في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها القاهرة قرر المضي قدماً في المفاوضات اليوم، رغم اغتيال إسرائيل اثنين من نشطاء "حماس" في الضفة الغربية المحتلة.
وأدان الزهار اغتيال الفلسطينيين، لكنه قال إنه يجب عدم منح إسرائيل ذريعة للهروب من التزاماتها، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في 26 أغسطس/آب.
وكان الوفد الفلسطيني قد عاد إلى مقر إقامته صباحاً، بينما كان في طريقه لجلسة التفاوض، بعد جريمة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لمطاردين من "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، تتهمهما تل أبيب بالمسؤولية عن خطف وقتل المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في الخليل بالضفة المحتلة.
وعلم "العربي الجديد"، من مصادر في المقاومة الفلسطينية، أن خيار وقف الجلسة التفاوضية كان مطروحاً على طاولة الوفد عند انسحابه في البداية، غير أنه لم يكن في صالح الفلسطينيين، وخاصة أن الوفد الفلسطيني هو صاحب المطالب وليس العكس.
ورأى المسؤولون المصريون، بحسب المصادر نفسها، أن الانسحاب من الجلسة قد يكون مبرراً للإسرائيليين لمزيد من المماطلة، وقدمت المخابرات نصائح للوفد بحضور الجلسة وتفويت الفرصة على الإسرائيليين.
ومن المقرر أن تجري جلسات التفاوض بعد العاشر من الشهر المقبل، حيث سيتركز البحث في ملفات: الميناء والمطار والجثامين والأسرى الفلسطينيين الذين أعيد اعتقالهم بعد 21 من يونيو/حزيران الماضي في الضفة الغربية، خاصة أولئك النواب والمسؤولين بحماس ومحرري صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم "وفاء الأحرار".
وأصدر الوفد الفلسطيني بياناً اتهم فيه الاحتلال الإسرائيلي باختيار توقيت جريمته في اليوم المقرر فيه استئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية، مما يدل على النوايا الخبيثة المبيتة لدى الجانب الإسرائيلي في عدوانه وحربه على الشعب الفلسطيني، وتعطيل جهود وقف العدوان، واستمراره في ارتكاب الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، والتنصل من تنفيذ التزاماته كسلطة احتلال.
ولفت الوفد في البيان الذي تسلم "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أنه مقتنع تماماً بأن عملية الخليل البشعة التي قامت بها قوات الاحتلال تأتي لإخفاء حقيقة روايته عما جرى منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل، ويأتي في إطار تعطيل التحرك والمفاوضات غير المباشرة لإنهاء معاناة شعبنا.
وكان مسؤولان فلسطينيان ذكرا في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن لقاء الثلاثاء سيكون لوضع جدول أعمال المفاوضات غير المباشرة، والاتفاق على مدة زمنية للمفاوضات، وخاصة في ظل تخوف الفلسطينيين من المماطلة الإسرائيلية المعهودة.
في هذه الأثناء، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ورئيس الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات غير المباشرة، عزام الأحمد، أنه تم الاتفاق بعد اتصالات المسؤولين المصريين مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أن يكون هناك جلسة قبل بدء الأعياد ثم تُستأنف المفاوضات بعد الأعياد اليهودية، التي تبدأ غداً الأربعاء ولمدة عشرة أيام متقطعة، فضلاً عن عيد الأضحى المبارك.
ونقل بيان للسفارة الفلسطينية في القاهرة، عن الأحمد قوله إن جلسات ثنائية ستعقد بين حركتي "فتح" و"حماس" غداً وبعد غدٍ في القاهرة، لمعالجة الخلاف حول تفسيرات بنود اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية، وإنهاء الخلاف القائم بين الجانبين