يرى مراقبون أن ما حدث في صنعاء من سقوطها بمختلف مؤسساتها الحكومية والعسكرية بيد الحوثيين، هو مؤامرة للتخلص من بعض القوى السياسية والقبلية والعسكرية.
وأفاد مراقبون، أن اليمنيين أصيبوا بحالة من الارتباك إثر سقوط العاصمة صنعاء بمختلف مؤسساتها الحكومية بيد الحوثيين، حيث تم تسليم أغلب المقار الرسمية مثل "رئاسة الحكومة، والبنك المركزي، والقيادة العامة للقوات المسلحة دون أية مقاومة.
ويرى مراقبون أن ما حدث في صنعاء، مؤامرة للتخلص من بعض القوى السياسية والقبلية والعسكرية، وتقويض دورها في الفعل السياسي في البلاد، ولم تكن الرئاسة اليمنية بمنأى عن تبني هذا الاتجاه.
ويعتقد الصحافي اليمني أحمد الصباحي أن "ما حدث في العاصمة صنعاء كان مرتبًا له منذ أيام، من قبل الرئيس هادي ومندوب الأمم المتحدة جمال بن عمر من أجل الخروج بخارطة طريق جديدة بلاعبين جدد، من بينهم الحوثيون، مقابل إبعاد القوى القديمة من مركز القرار كحزب الإصلاح وأنصار الثورة الشبابية ممثلة باللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن".
وأضاف أن "السقوط المفاجئ لمعسكرات الجيش والمراكز الحكومية كان بتوجيه رسمي من القيادات العسكرية، بعدم الاحتكاك مع مليشيات الحوثي التي استهوتها فكرة السيطرة على صنعاء وأكلت الطعم وسيطرت على العاصمة خلال ستة أيام".
ودعا الصباحي إلى القبول بما سيخرج به الاتفاق من أجل الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، و"من ثم على الأحزاب والتشكيلات السياسية أن تعيد النضال من جديد حتى الوصول إلى تحقيق أهدافها بالطرق الديمقراطية السلمية".
من جهته، قال الكاتب والناشط السياسي عبد الإله الطاهش: إن "انهيار العاصمة صنعاء، أمر طبيعي نتيجة التحضيرات التي سبق أن قام بها الحوثيون من شراء للقيادات العسكرية وكذلك وجود موالين داخل الجيش، إضافة إلى تعاونه مع أنصار النظام السابق".
ولفت في تصريح لــ"عربي 21" إلى أن "تنامي الخلافات بين رموز النظام الحالي وبالذات بين الجنرال علي محسن الأحمر، ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد، دفعت بالأخير لتسليم كثير من وحدات الجيش للحوثيين، الذين تتسم علاقاتهم مع الأحمر بالعداء المفرط".
وذكر الطاهش أن "أفضل الخيارات في هذه اللحظة هو الدخول في مصالحة وطنية شاملة"، الأمر الذي يعتبر "تحديًا حقيقيًّا" بسبب جماعة الحوثي، التي تسير باتجاه تصفية خصومها، وفرض توجهاتها، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، يرى رئيس مركز نشوان للدراسات عادل الأحمدي أنه "لا قيمة لأي اتفاق سياسي باستثناء اللعب على عامل الوقت بينما يفرض الحوثيون الأمر الواقع بتسهيل من القيادات في السلطة".
وأضاف لــ"عربي 21" أنه "مع سيطرة الحوثيين على صنعاء، من المتوقع بروز معادلة جديدة متقلبة ما يزال تحديدها صعبًا في هذه اللحظة، لكن بالإمكان القول: إن اليمن يمر بأصعب مراحله وإن الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات".
وطالب الأحمدي الجميع بالهدوء والصبر حفاظًا على الأرواح والممتلكات وجر جماعة الحوثي إلى ميدان السياسة.
هذا وكانت الرئاسة اليمنية قد وقعت اتفاقًا مع الحوثيين وصف بأنه منقوص، لرفض الحوثيين التوقيع على الملحق الأمني الذي يقضي ببسط سيطرة الدولة على كل تراب البلاد، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كل الميليشيات المسلحة في اليمن