أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الخميس استراتيجية التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، وتضمنت الاستراتيجية خطة من أربع نقاط تركزت على توسيع الغارات الجوية في العراق، وإرسال 475 مستشاراً عسكرياً إضافياً إلى العراق، ومساعدة المعارضة السورية المعتدلة، وتعزيز الإجراءات الاستباقية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التنظيم، ومواصلة تقديم الدعم الإنساني لجميع من يستهدفهم التنظيم.
جاء ذلك في خطاب وجهه أوباما إلى الشعب الأميركي عشية الذكرى الثالثة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، أعلن فيه رسمياً تدشين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بهدف تقويض خطر "داعش" في البداية وتدميره في نهاية المطاف من خلال استراتيجية شاملة ومستمرة لمكافحة الإرهاب.
واستهل أوباما خطابه بالحديث عن أن السواد الأعظم من ضحايا تنظيم "الدولة الإسلامية" هو من المسلمين، وأن التنظيم "ليس إسلامياً ولا يوجد أي دين يسمح بقتل المدنيين"، مشيراً إلى أن التنظيم يمثل تهديداً للشعب العراقي والسوري والمنطقة.
وقال أوباما إن هدف التحالف الدولي تحجيم وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية من خلال حملة منظمة من الضربات الجوية، موضحاً أن الخطوة الأولى للاستراتيجية ستكون بتوسيع الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق، وتقديم العون للقوات العراقية، وإرسال 475 مستشاراً عسكرياً إضافياً إلى هناك.
وأضاف: "بالتعاون مع الحكومة العراقية، سوف نوسع عملنا إلى أبعد من حماية مواطنينا وبعثاتنا الانسانية وسوف نستهدف (الدولة الاسلامية) من أجل دعم القوات العراقية في هجومها".
وأشار أوباما أن الخطوة الثانية ستتركز على زيادة دعم المعارضة السورية المعتدلة، داعياً الكونغرس لتقديم موارد إضافية لتسليح المعارضة السورية، ومشدداً على أن نظام الرئيس بشار الأسد فقد كل شرعيته، وأن واشنطن تبحث عن حل سياسي للأزمة السورية. وأعرب عن استعداد واشنطن لشن ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سورية.
وقال أوباما إن الخطوة الثالثة ستعمل على تجفيف منابع الإرهابيين واتخاذ سلسلة من الإجراءات الاستباقية لمكافحة الإرهاب، مشدداً على أنه "لا يمكن أن نحل محل الشركاء العرب في ضمان أمن المنطقة".
وأوضح أوباما أن الخطوة الرابعة ستكون بمواصلة الدعم الإنساني لجميع من يستهدفهم تنظيم "الدولة الإسلامية"، مؤكداً أن التحالف الدولي سيتعقب الإرهابيين أينما وجدوا.
ولفت إلى أن "استراتيجيته في العراق وسورية لاجتثاث (الدولة الإسلامية) ستكون مماثلة للاستراتيجية التي تطبقها إدارته بنجاح في اليمن والصومال منذ سنوات".
وشدد أوباما على أن الحرب التي قرر توسيعها ضد "داعش" لن تتورط فيها قوات برية أميركية، بل ستكون مختلفة عن الحرب التي شنتها القوات الأميركية على حركة "طالبان" في افغانستان ونظام صدام حسين، موضحاً "أنها حملة لمكافحة الإرهاب سوف تشن من خلال جهد دؤوب ومتواصل وبلا توان ولا هوادة لاستئصال متشددي (داعش) أينما وجدوا باستخدام القوة الجوية وبالتعاون مع قوات شركاء لنا على الأرض".
وواصل أوباما تهيئة الشعب الأميركي لتقبل حرب طويلة، مستشهداً بنموذج اعتبره ناجحاً يجري تطبيقه منذ سنوات في اليمن والصومال.
-