دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زعيم حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، إلى التوسط لنزع فتيل الخلافات مع حركة "حماس"، والتي تعترض اتفاق المصالحة الفلسطينية، وذلك في رسالة سلّمها نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، إلى الغنوشي، أمس الأربعاء.
"
طالب الرجوب حركة "الإخوان المسلمين" العالمية أن "تعفي فلسطين من أن تكون ساحة عمل بأجندتها"
"
وجاء ذلك خلال لقاء جمع الغنوشي بالرجوب الذي كان برفقة سفير دولة فلسطين في تونس سلمان الهرفي. وقال بيان لحركة "النهضة" عقب الاجتماع إن "الرجوب عبر عن استعداد حركة "فتح" للاقتداء بتجربة حركة "النهضة"، وعن الاستعداد لتقديم كل التنازلات التي تقتضيها وحدة الصف الفلسطيني"، متمنياً في الوقت نفسه أن "تحذو بقية الحركات الفلسطينية حذو حركة النهضة"، مؤكداً أن "حركة "فتح" لن تصطف ضدّ حركات المقاومة في أي استقطاب إقليمي أو دولي".
وأشار البيان إلى إن الغنوشي وعد ببذل كل الجهود؛ للمساعدة في إيجاد حلول لأي تجاوز أو تعطيل لبنود اتفاق المصالحة المبرم أخيراً، مؤكداً أن أي خلاف فلسطيني داخلي لن يخدم قضية الأمة الأولى.
من جهته، قال الرجوب في حديث لـ"العربي الجديد"، إن اللقاء مع الغنوشي جاء على أرضية أن التعاطي مع قضية الإسلام السياسي في تونس "يمكن أن يكون نموذجاً إيجابياً وبناءً للواقع الفلسطيني، الذي تتمحور مشكلته ومعركته في حق شعبنا في بناء كيانه وهويته الوطنية".
وأضاف "نحن نتطلع لإقناع الأخوة في حماس، أن تكون بوصلة العمل الوطني لكل الفصائل الفلسطينية وطنية، وليس وفق أجندة أية قوة خارجية وتحديداً أجندة حركة الإخوان المسلمين، ونحن نحاول فتح حوار مع كل الحركات الإسلامية في المنطقة للوصول إلى وضعية تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وطالب الرجوب حركة "الإخوان المسلمين" العالمية أن "تعفي فلسطين من أن تكون ساحة عمل بأجندتها"، مضيفاً "هذا هو جوهر رسالتنا لكل الحركات الإسلامية في المنطقة، ونحن نرى في سلوك حركة النهضة سلوكا مسؤولاً يغلّب البعد الوطني".
وعرض نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، التنازلات التي قدمتها حركته لدعم الوحدة الفلسطينية، قائلاً "نحن قدمنا كل التنازلات المطلوبة لإنجاز وحدة وطنية فلسطينية، وحدة الشعب، ووحدة القيادة وعلى رأسها منظمة التحرير، ونحن نرى أن تكون الشراكة السياسية نتيجة لعملية ديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة".
"
طلب التدخل كان بغاية تذليل الصعوبات على أكثر من نقطة، وخصوصاً المسألة الأمنية
"
ورأى الرجوب أن "الكرة الآن في ملعب حركة حماس، ونسألهم هل يؤمنون بالتعددية السياسية أم الإقصاء، هل يقبلون بالانتخابات كطريقة لصياغة النظام السياسي أم بمنطق الانقلابات؟ هذه أسئلتنا للأخوة في "حماس"، ونحن من جانبنا قدمنا ردودنا، وهي قائمة على أساس الهوية الوطنية الفلسطينية والشراكة والوحدة التي تمثل خياراً إستراتيجياً ثابتاً في حركة لفتح" .
وردّاً على سؤال يتعلق بالظروف الراهنة، وحول دور العدوان الأخيرة في تعزيز المصالحة، أجاب الرجوب "نحن لم نتغير وأنجزنا حكومة التوافق، ولم يُسجل علينا أي تجاوز على عكس إخوتنا في حماس، و العدوان الأخير يجب أن يكون محفزاً لتكريس الوحدة".
وبالنسبة لإسهام الغنوشي في تحقيق هذه المصالحة، قال الرجوب "وجدنا في الرجل إدراكاً عالياً لأهمية تغليب الجانب الوطني على الإيديولوجي والحزبي، وهو عبر عن قناعاته، بات التحدّي الأول للفلسطينيين هو إنجاز الاستقلال، وأن تذهب كل الجهود في هذا الاتجاه، ونحن نطلب من كل الغيورين على القضية الفلسطينية أن يدفعوا في هذا الاتجاه".
في المقابل، قال مصدر من حركة "النهضة"، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طلب التدخل كان بغاية تذليل الصعوبات على أكثر من نقطة، وخصوصاً المسألة الأمنية". وأكد أنّ حركة "النهضة" تقف على المسافة نفسها من الأطراف كافة في ما يتعلق بالوحدة الوطنية.
-