مجزرة "داعش" في كوجو: إعدام عشرات الأيزيديين والاحتفاظ برهائن
أكد مسؤولون عراقيون وشهود عيان، اليوم السبت، مقتل العشرات من الأيزيديين فجراً في قرية كوجو جنوبي مدينة سنجار على يد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف بـ"داعش" قبل انسحابهم من القرية بفعل الهجمات التي شنتها قوات البشمركة الكردية بغطاء جوي أميركي.
وقال قائممقام مدينة سنجار، ميسر صالح، في حديث خصّ به "العربي الجديد" إن "مقاتلي داعش كانوا يحتجزون 120 رجلاً من أبناء الديانة الأيزيدية مع أسرهم رفضوا إعلان اسلامهم في وقت سابق". وأشار إلى أن عناصر التنظيم قاموا بعد اضطرارهم للانسحاب "بتفريق المحتجزين عبر ثلاث مجموعات لسهولة السيطرة عليهم عند الخروج من قرية كوجو، التي كانوا يسيطرون عليها".
وأوضح أن "إحدى تلك المجموعات تم اعدامها بالكامل في مكان واحد، ومجموعة أخرى قُتل منها الكثير، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً".
وأضاف صالح: "ما لا يقل عن 65 شخصاً قتلوا في مجزرة اليوم، وقد نعثر على ضحايا آخرين". وشدد على أن مصير الأطفال والنساء لا يزال مجهولاً أيضاً، مضيفاً "نخشى أن داعش يستخدمهم دروعاً بشرية كنقطة ضعف ضد القوات الكردية المتقدمة بنجاح إلى معاقل داعش".
ولفت إلى أن "مجموع من تبقى في جبل سنجار نحو 5 ألاف مواطن بعد نجاح جهود إخلاء المئات منهم جواً خلال اليومين الماضيين". وأوضح أن "داعش يواجه صعوبة في الصعود للجبل لقتلهم أو اعتقالهم، بسبب تمكن بعض الرجال من الحصول على أسلحة وقيامهم بالتصدي لأي مسلح يحاول الصعود للجبل من الجهة الشمالية أو الغربية". وأكد أن "جميع الأيزيديين العالقين في الجبل هم من القومية الكردية".
في هذه الأثناء، أفاد شهود عيان من سكان بلدة مخور الملاصقة لمدينة سنجار (50 كيلومتراً غربي أربيل) أن "قوات البشمركة ارتدت أقنعة وكمامات بسبب رائحة جثث الضحايا المتفسخة التي تركها داعش خلفه داخل قرية كوجر التي شهدت مجزرة اليوم".
وقال المواطن فريد شنكالي (41 عاماً) متحدثاً عبر الهاتف لـ"العربي الجديد" إن "العشرات من الجثث تعود لرجال بمختلف الأعمار كانت متفسخة ومرمية في قنوات مياه الري وداخل المنازل وفي الساحات العامة، بشكل اضطر قوات البشمركة الى استدعاء فرق طبية عسكرية وارتداء أقنعة وكمامات قبل البدء بتفتيش القرية والتأكد من خلوها من عناصر داعش".
ولفت إلى أن "بعض الجثث كانت تعود لعناصر من داعش قتلوا بالضربات الأميركية وتركوا من دون دفن، ما يشير إلى مدى استعجال باقي عناصر التنظيم في ترك المنطقة".
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، الذي يرأس إقليم كردستان، قد أعلن اليوم السبت، في بيان له، عن مقتل 80 أيزيدياً فجر السبت، في قرية كوجو الأيزيدية جنوب قضاء سنجار لرفضهم اعتناق الإسلام. وأكد قيام التنظيم باقتياد نساء وأطفال معه متوجهين الى مدينة تلعفر القريبة.
غير أن طبيباً في مستشفى دهوك الحكومي أبلغ مراسل "العربي الجديد" عن نقل جثامين 59 ضحية فقط إلى المستشفى، وهناك عدد آخر من القتلى نقلوا إلى معبد لأبناء الديانة الأيزيدية لتعميدهم قبل دفنهم من دون المرور بالمستشفى.
وقال الدكتور هافال ببروني، إن "الضحايا أعدموا رمياً بالرصاص وأعمارهم تتراوح بين 20 و60 عاماً". وأوضح أنه "بدت على الجثث آثار أعيرة نارية في الرأس والصدر والبطن، ومن الفحص الأولي يتبين أنهم قتلوا قبل ساعات قليلة".