سُلطات بلجيكا تُحاكم شابّا من أصل مغربي لرفعه عَلَم فلسطين
رفعُ العلم الفلسطيني وسط شوارع بروكسيل قد يؤدي إلى السجن.. هكذا تبدو قصة الشاب ذي الأصل المغربي والحامل للجنسية البلجيكية اسماعيل بلعالي، الذي يتابَع قضائيا بتهمة "التمييز والتحريض على الكراهية" على إثر حمله لعلم دولة فلسطين تعبيرا عن تضامنه مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط العاصمة بروكسيل، وذلك بالتزامن مع العيد الوطني للبلاد.
ويوضح اسماعيل، ذو الـ18 ربيعا، على شريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ونشره على صفحته الخاصة بـ"فيسبوك"، أنه خرج في يوم العيد الوطني لبلجيكا، رفقة صديق كونغولي الأصل، حيث تدثر بالعلم الفلسطيني تعبيرا منه عن التضامن مع ما يعيشه سكان غزة من حصار وعدوان، قبل أن يعمد رجال الأمن إلى حجز العلم وجهاز حاسوبه اللوحي.
أسبوعان بعد ذلك، توصل الشابّ المغربي الأصل باستدعاءٍ من طرف شرطة العاصمة البلجيكية يدعوه للمثول أمام المحققين بتهمة "التحريض على الكراهية"، وهو الاستدعاء الذي لباه اسماعيل قبل أيام، حيث عمد إلى دخول مقر الشرطة وهو يتدثّر مرة أخرى بالعلم الفلسطيني وكوفية، فضلا عن ارتدائه لقميص أبيض كتبت عليه عبارة "إسرائيل تحتل فلسطين".
ووفق نص القانون البلجيكي، من المنتظر أن يُدان اسماعيل بالسجن سنة واحدة موقوفة التنفيذ بتهمة "التحريض على الكراهية"، فيما اعتبرت أنيسة فلالي، وهي عضوة بحزب المساواة البلجيكي، أن متابعة السلطات للشاب المغربي الأصل، "قد داست على مبدأ حرية التعبير"، داعية البلجيكيين إلى المزيد من إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في كل الواجهات ووسائل النقل الخاصة والعمومية، من أجل تكريس حرية الرأي، وفق تعبيرها.
وفيما اعتبر اسماعيل بلعالي أن الأمر لا يتعلق بتحريض أو تمييز، وإنما "حرية تعبير"، تضْمنُها بلجيكا لكافة مواطنيها، أضاف أن صديقه الكونغولي، الذي كان يرفع علمه بلاده في يوم الحادث وسط بروكسيل، لم يتعرض لأي توقيف أو استدعاء من طرف الشرطة، قبل أن يُعلّق على الأمر مستغربا "لماذا غابت هنا تهمة التمييز.. ربما لأن الأمر يتعلق بإسرائيل !!".
وانطلقت حملة الكترونية تضامنية مع اسماعيل، حيث قام ناشطون بلجيكيون بكتابة عبارة : "يجب أن تعلموا معشر البلجيكيين أن حمل العلم الفلسطيني دون إذن سابق من السلطات يؤدي إلى التوقيف واستدعاء من طرف الشرطة.. وقد تتابعون بسنة واحدة سجنا مع وقف التنفيذ".