كشف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن "اقتراب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة أربيل، في اقليم كردستان ــ العراق، التي تتواجد فيها أهم القنصليات الأميركية في الشرق الأوسط، من أهم الأسباب، التي دفعته إلى إجازة توجيه ضربات جوية، على مسلّحي داعش في شمال العراق".
وأوضح أوباما في خطابه إلى الشعب الأميركي، لتبرير الضربات المرتقبة، أنه "أصدر أوامره لسلاح الجو الأميركي بتوجيه ضربات انتقائية لمسلّحي داعش، بمجرّد تحركهم في إتجاه مدينة أربيل". وتعهّد للشعب الأميركي، بـ"اليقظة"، في محاولة منه، على ما يبدو، لإزالة المخاوف، التي تعتري البعض، من تكرار سيناريو هجوم قنصلية بنغازي الليبية في عام 2012، في أربيل، الذي أسفر عن مقتل دبلوماسيين أميركيين، وما زالت إدارة أوباما تدفع ثمناً سياسياً باهظاً له، وسط سيل اتهامات بـ"عدم اليقظة والاستخفاف بحياة الدبلوماسيين الأميركيين".
وطمأن أوباما الأميركيين بقوله "إننا نعتزم أن نظلّ يقظين، وأن نتخذ إجراءات، إذا هددت هذه القوات الإرهابية دبلوماسيينا أو مرافقنا، في أي مكان في العراق بما في ذلك قنصليتنا في أربيل، وسفارتنا في بغداد". وأشار إلى أن "حكومته ستقدم مساعدات عاجلة للحكومة العراقية، وللقوات الكردية، لشن حرب أكثر فاعلية من جانبهما ضد داعش".
ولفت الرئيس الأميركي الى أن "الهدف الثاني لسلاح الجو الأميركي في شمال العراق، ينحصر في محاولة انقاذ أتباع الأقليات الدينية من مسيحيين ويزيديين وطوائف أخرى، يواجهون خطر الإبادة من قبل داعش التي تشنّ حملة وحشية بربرية، على الأبرياء العراقيين".
في هذه الأثناء، بدأت عمليات اسقاط جوي لإمدادات انسانية، وسط مخاوف دولية من كارثة انسانية، تحدق بعشرات الآلاف من أعضاء الطائفة اليزيدية، الذين فرّوا من منازلهم وتقطّعت بهم السبل، على جبل سنجار، أمام التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" الذي يحقق تقدماً واسعاً وسريعاً. وسبق أبناء الطائفة اليزيدية، هجرة مسيحيين عراقيين فرّوا كذلك من ديارهم للنجاة بأنفسهم.
تجدر الإشارة إلى أن الضربات الجوية الأميركية، المزمع أن ينفذها سلاح الجو الأميركي في العراق، هي الأولى منذ انتهاء انسحاب القوات الأميركية في نهاية 2011، لكن أوباما أكد انه لن يرسل أية قوات برية، وانه ليست لديه أية نية لأن تنجرّ الولايات المتحدة الى الحرب مرة أخرى هناك. كما شدد على أنه حصل على تفويض من الحكومة العراقية، لتوجيه الضربات ضد أهداف محددة.