كشف انسحاب الجيش "الإسرائيلي" إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الثلاثاء، عن حجم الدمار في القطاع.
وبعد نحو شهر من القصف "الإسرائيلي" المستمر على غزة، الذي خلف أكثر من 1875 قتيلًا فلسطينيًّا، تمكن النازحون من العودة لتفقد منازلهم المدمرة وسط صمود التهدئة التي وافقت عليها "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية.
ومن بين القتلى الفلسطينيين، أكثر من 400 طفل قضوا من جراء القصف "الإسرائيلي"، حسب رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، بيرنيل إيرنسايد، التي أعربت عن خوفها على مصير أطفال غزة.
فبالإضافة إلى الأطفال القتلى، قالت إيرنسايد: إن الهجوم "الإسرائيلي" على القطاع تسبب بإصابة نحو 400 ألف طفل بصدمة، مشيرة إلى أن بناء حياة الأطفال ستكون جزءًا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع، بمجرد أن يتوقف القتال بصفة دائمة.
وكشفت التهدئة، المفترض أن تستمر ليومين آخرين، عن دمار هائل في القطاع، وقال في هذا السياق وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية، تيسير عمر: إن قيمة الخسائر المباشرة للهجوم "الإسرائيلي" تراوح بين 4 و6 مليارات دولار.
وحسب عدد من سكان غزة، فإن الهجوم الجوي والبري "الإسرائيلي" كانت له نتائج "الزلزال المدمر"، إذ انهار عدد من الأبنية والمساجد والمدارس والمصانع، كما عمدت الدبابات "الإسرائيلية" إلى جرف الشوارع، لاسيما في رفح.
وخلفت الغارات الإسرائيلية تدمير مصانع عدة في المنطقة الصناعية ببيت حانون والورش الصناعية المنتشرة في شرق مدينة غزة، مما أدى الى اشتعال الحرائق بداخلها والتوقف التام عن العمل فيها، بجانب ملاحقة الخطر للمخابز العاملة في القطاع في ظل شح كميات الوقود الواصلة لها.
رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، علي الحايك، يشير إلى أن "الاحتلال الاسرائيلي تعمد تدمير البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني، عبر استهدافه عدداً كبيراً من المصانع الحيوية في القطاع".
ويضيف الحايك في بيان أن "الاحتلال دمر عدداً من المنشآت الصناعية التي تساهم في تشغيل عدد كبير من العاطلين عن العمل لترتفع معدلات البطالة"، مشيراً إلى أن الاحتلال دمر في عدوان 2008 - 2009 و2012 نحو 1700 مصنع ومنشأة صناعية واقتصادية".
وأوضح أن الاحتلال دمر قرابة 50 مصنعاً حيوياً غالبيتها تنتج المواد الغذائية خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على القطاع، مبيناً أن المؤشرات الأولية تقدر خسائر القطاع الاقتصادي بعشرات الملايين من الدولارات.