باريس تلغي تظاهرة تدعم غزّة والمتضامنون يتمرّدون على القرار -
أثار قرار محافظة الشرطة في باريس منع التظاهرة المؤيدة للفلسطينيين موجة من ردود الفعل على الساحة الفرنسية، بعدما أعلنت المحافظة أن الشروط لمشروع التظاهرة غير متوفرة، وأنه نظراً للمخاطر الجسيمة والمتعلقة بالشأن العام، وما قد ينتج عنها من "تجاوزات" في أجواء التوتر الكبير السائدة، قرر المحافظ لهذه الأسباب منع التظاهرة.
منظمو التظاهرة أعلنوا من جهتهم بأنهم سيتقدمون بإجراءات طارئة وقرروا اللجوء بشكل طارئ إلى القضاء الاداري أملاً بإبقاء التظاهرة، وأعلنوا أن القرار يتعارض مع الحريات الاساسية، حسب ما جاء على لسان محاميهم، حسني معطي.
وأكد آلان بوجولا، من الحزب "الجديد" المعارض للرأسمالية، وهو من بين الداعين للتظاهرة، أنه "نظراً للأوضاع والتصعيد في غزة، فإن الغضب كبير جداً والناس تريد أن تعبّر عن هذا الواقع، سواء سمح للتظاهرة أم جرى منعها"، وأنه سيكون هناك مئات بل آلاف من الشباب الذين سيتجهون الى منطقة باريس، اليوم السبت، كما أعلن.
وأكدت محافظة باريس أن قرارها اتخذ وفقاً لإجراء تناقضي، يوم الخميس.
وأعلن وزير الداخلية، برنار كازانوف، أنه سيمنع التظاهرة، لأنه يعتبر أن ما حدث، الأحد الماضي، من أحداث عنف لا يمكن التسامح به، وقال إن "الجمهورية لا تتماشى مع الكراهية والعنصرية، وانه لا يمكن للاسامية أن تتحدث مرة أخرى في فرنسا، لأننا نعرف الى أين يؤدي ذلك".
وأكد الحزب "الشيوعي"، في بيان، أن "المنع يشكل إهانة تاريخية للحريات الأساسية، ويفتح الباب أمام شكوك مقلقة في ما يتعلق بضمان الحريات والرأي العام والتغيير في فرنسا التي أصبحت البلد الوحيد في العالم الذي يتخذ مثل هذه القرارات".
وأضاف بيان الحزب، أن الحزب يؤيد بشكل كامل الطلب الذي قدم بشأن تنظيم تظاهرة (الأربعاء ٢٣ يوليو/ تموز الجاري)، ودعا وزارة الداخلية إلى أن تقوم بدورها وبالمسؤوليات التي يجب أن تضطلع بها.
وكتب كريستيان سالمون، وهو عضو مؤسس للبرلمان الدولي للكتاب، رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء، مانويل فالس، جاء فيها: "لا يمكن لكم تجاهل الحملة الإعلامية المغلوطة والمفبركة التي أتت بعد التظاهرة ضد حرب غزة والتي نتجت عنها تجاوزات قرب كنيس يهودي في حي روكيت في باريس".
وأضاف سالمون، أنه "لا يمكن لكم أن تتجاهلوا حفلات التضامن من أجل جمع الأموال لجيش الاحتلال التي تُنظّم، وهناك إذاعات تدعي بأنها تابعة للجاليات اليهودية تطلق يومياً دعوات للتبرع للجيش، وهذا الامر يمر من دون عقاب".
وأدان الحزب "الاشتراكي" العدوان الذي يشنه الجيش الإسرائيلي. وتوقف عند العملية البرية، ودعا الى وقف المجازر والى استئناف المفاوضات.
ومن المواقف البارزة على الساحة الإعلامية، المقابلة التي نشرتها صحيفة "لوموند" مع رئيس الكنيست السابق وعضو حركة "السلام" أفراهام بورغ، جاء فيها: "إن العديد من الإسرائيليين يثقون بالجيش الإسرائيلي، لكننا نرى اليوم أن هذا الجيش ليس لديه حل، لأن الادارة السياسية في إسرائيل ليس لديها رؤية وتصوّر. الحرب هي خسارة ولا تؤدي الى أي مكان".
وأكد أنه "إذا بقينا على هذه الحالة، ستكون هناك حرب أخرى بعد ثلاث سنوات. حكامنا أفشلوا المفاوضات، وقد خلق هذا فراغاً يلجأ اليه المتطرفون. ومن خلال وجود هذا المأزق، هناك حاجة لسياسة جديدة. ولكن من أين ستأتي هذه السياسة؟ فلا شيء واضح".
وحذر بورغ من أن البركان الحالي في حالة غليان، وبات الانفجار قريباً. وأضاف أن "إحراق وقتل الطفل محمد أبو خضير، حقق يقظة، ولكن المجتمع ما زال في سبات عميق لا أعرف كم سنة سيستغرق ذلك ويتم التوصل الى صحوة ضمير".