تتابع السلطات التونسية الكشف عن تفاصيل الهجوم الذي شنّه مسلحون، تابعون لتنظيم "أنصار الشريعة"، على نقطتين عسكريتين في جبل الشعانبي، على الحدود مع الجزائر، وسط دعوات إلى التكاتف الوطني وانجاح المشروع الديمقراطي ودعم الجيش في معركته.
وقال وزير الدفاع التونسي، غازي الجريبي، الخميس، إن المجموعة المسلحة، التي هاجمت نقطتي الجيش في منطقة هنشير، تتكوّن من 40 إلى 60 عنصراً مسلحاً، بينهم عدد كبير من الأجانب، موضحاً أن عناصر المجموعة تسللت، على الأغلب، من خارج الحدود.
وأضاف الجريبي أن قوات الجيش تلاحق المهاجمين، الذين اتجهوا نحو الحدود الغربية، كاشفاً عن وجود تنسيق مع السلطات الجزائرية لتعقّب المسلحين، وعن عدم توفر معلومات عن جندي فُقد خلال الهجوم الذي أودى بحياة 14 جندياً تونسياً.
واتهم وزير الدفاع المجموعات "الإرهابية" بالسعي لنسف العملية الديمقراطية برمتها، بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التونسية.
من جهته، كشف وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، في مؤتمر صحافي، الخميس، عن قيام السلطات التونسية بإحباط ستة عمليات "إرهابية"، منذ بداية شهر رمضان، من بينها عمليتان، الخميس، موضحاً أن العمليات المحبطة كانت تستهدف مؤسسات حساسة، وشخصيات سياسية.
وطالب بن جدو "المجلس التأسيسي" بالإسراع في المصادقة على قانون الإرهاب، ومن المواطنين منح قوات الأمن والجيش "هدنة اجتماعية"، تمكنهم من مواجهة الإرهابيين.
واعتبر الوزير التونسي أن بلاده تنجح، إلى حد الآن، في معركتها ضد الإرهاب، وأن وزارته أحالت أكثر من 1300 "عنصر إرهابي" إلى القضاء.
رئيس الحكومة التونسية: نجاح المشروع التحديثي التونسي يرعب الإرهابيين لأنه يقوّض مشروعهم في المنطقة
وفي أوّل كلمة له، غداة الهجوم على قوات الجيش التونسي في جبل الشعانبي، قال الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، مساء الخميس، إن "الإرهابيين يريدون منع التونسيين من المضيّ قدماً في المسار الديمقراطي، ويحاولون إرهابهم وترويعهم، لكننا نقول لهم إننا سنواصل الحياة، وسنحتفل بالعيد، وسنبني دولتنا الديمقراطية والحرة، التي ستبقى رمزاً في العالم".
وأضاف المرزوقي، في كلمته التي بُثّت بعد الإفطار، وبدا فيها متأثراً بحادثة مقتل 14 جندياً تونسياً، أن التونسيين سيواصلون الدفاع "عن الأرض والعرض"، داعياً الشباب إلى الالتحاق بالجيش، والمواطنين إلى الاقتداء بهؤلاء الأبطال، الذين يعملون في صمت من دون المطالبة بأي شيء، في إشارة إلى عناصر الجيش، وفي تلميح إلى ضرورة إرساء هدنة اجتماعية.
وأكد المرزوقي على أن الدولة ستحتضن أسر الشهداء، كما دعا إلى زيادة ميزانية وزارتي الدفاع والداخلية، وإلى مراجعة الميزانية التكميلية التي قدمتها الحكومة إلى المجلس التأسيسي.
من جهته، دعا رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، مساء الخميس، التونسيين إلى التكاتف وانجاح المشروع الديمقراطي. وقال إن "نجاح المشروع التحديثي التونسي يرعب الإرهابيين لانه يقوّض مشروعهم في المنطقة".
ودعا إلى التسريع بسنّ قانون الإرهاب، مشيراً إلى أنه سيلتقي رئيس المجلس التأسيسي، مصطفى بن جعفر، وسيلتقي كل مكونات الحوار الوطني، من أحزاب سياسية ومنظمات، من أجل توحيد الصفوف في مقاومة هذه الظاهرة التي تحولت من عصابات الى مجموعات حربية مدججة بالأسلحة الثقيلة.
-