[محمد فرج الأصفر]

الحمد للهحمد الشاكرين بجميع محامده كلها،
على جميع نعائمه كلها ومنها نعمة الدين والمنهج القويم،
حمداًكثيراً طيباً مباركاً كما هو أهله.
وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى
رسول الرحمة خاتم النبيين
وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أمابعـــــــــد

لقد كثرت الفرق الهدامة في دين اليهود والنصارى واتجهت أنظارهم إلى الإسلام، فوجهوا سهام الفرقة التفريق نحوه، واصطنعوا لأنفسهم نفراً من المسلمين، سوغوا لهم الكيد لهذا الدين والنيل منه، تحت دعاوى ظاهرها التمسك بهذا الدين وباطنها هدم أصوله، من خلال تفسيرات باطنية، مدمرة وتأويلات لا أساس لها من الدين الخاص. وهكذا نشأت الفرق والحركات الباطنية المناوئة للإسلام، ومن هذه الفرق الفرقة الباطنية اليزيدية المارقة من الإسلام، والتي كثر عنها السؤال.

الحركة الباطنية اليزيدية

التعريف:

اليزيدية فرقة منحرفة نشأت سنة 132هـ إثر إنهيار الدولة الأموية. كانت في بدايتها حركة سياسية لإعادة مجد بني أمية ولكن الظروف البيئية وعوامل الجهل انحرفت بها فأوصلتها إلى تقديس (يزيد بن معاوية وإبليس) الذي يطلقون عليه اسم ( طاووس ملك) وعزازيل.

تأسيس اليزيدية:

عندما انهارت الدولة الأموية في معركة الزاب الكبرى شمال العراق سنة 132هـ هرب الأمير إبراهيم بن حرب خالد بن يزيد إلى شمال العراق وجمع فلول الأمويين داعياً إلى أحقية ( يزيد ) في الخلافة والولاية، وأنه السفياني المنتظر الذي سيعود إلى الأرض ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً. ويرجع سبب اختيارهم لمنطقة الأكراد ملجأ لهم إلى أن ( أم مروان الثاني ) الذي سقطت في عهده الدولة الأموية كانت من الأكراد.

أفكار الطائفة اليزيدية:

لنفهم أفكار ومعتقد هذه الفرقة المارقة من الإسلام علينا أن نرجع للوراء عندما حدثت معركة كربلاء في عهد ( يزيد بن معاوية ) وقتل فيها ( الحسين بن علي ) رضي الله عنهما، وكثيرون من آل البيت.

*أخذ الشيعة يلعنون يزيداً ويتهمونه بالزندقة وشرب الخمر.

*بعد زوال الدولة الأموية، بدأت اليزيدية على شكل حركة سياسية.

*أحب اليزيديون يزيد واستنكروا لعنه خاصة واللعن عامة.

*وقفوا أمام مشكلة لعن إبليس في القرآن فاستنكروا ذلك أيضاً وعكفوا على كتاب الله يطمسون بالشمع كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان بحجة أن ذلك لم يكن موجوداً في أصل القرآن وأن ذلك زيادة من صنع المسلمين.

*أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن، وترجع فلسفة هذا التقديس ليهم إلى أمور هي:

1ـ لأنه لم يسجد لآدم فهو بذلك في نظرهم يعتبر الموحد الأول الذي لم ينس وصية الرب بعد السجود لغيره في حين نسيها الملائكة وسجدوا، وأمر السجود لآدم كان مجرد اختبار، وقد نجح إبليس في هذا الاختبار فهو بذلك أول الموحدين، وقد كافأه الله على ذلك بأنه جعله طاووس الملائكة ورئيساً عليهم.!!!

2ـ ويقدسونه كذلك خوفاً منه لأنه قوي غلى درجة أنه تصدى للإله وتجرأ على رفض أوامره.!!

*أغوى إبليس آدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة فانتفخت بطنه فأخرجه الله من الجنة.

*إن إبليس لم يطرد من الجنة، بل إنه نزل من أجل رعاية ( الطائفة اليزيدية ) على وجه الأرض. !!!

* يقولون بالحلول والتناسخ ووحدة الوجود.

*يحترمون ( عقيدة النصارى ) حتى إنهم يقبلون أيدي القسس ويتناولون معهم العشاء الرباني، ويعتقدون بأن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي، وعند شربها لا يسمحون بسقوط قطرة واحدة على الأرض أو أن تمس لحية شاربها.

*أخذوا من النصارى ( التعميد ) حيث يؤخذ الطفل إلى عين ماء تسمى ( عين البيضاء ) ليعمد فيها، وبعد أن يبلغ أسبوعاً يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي حيث زمزم فيوضع في الماء وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ومؤمناً( بطاووس ملك ) أي إبليس.

*أخذوا من الزرادشتية ومن المجوس والوثنية ورفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية والتنظيم عندهم ( الله ـ يزيد ـ عدي ).

* أخذوا عن الشيعة ( البراءة ) وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذة من زاوية الشيخ عدي يحملها كل يزيدي في جيبه للتبرك بها، وإذا مات اليزيدي توضع في فمه هذه التربة وإلا مات كافراً.

معتقدات الطائفة اليزيدية:

*جرهم اعتبار إبليس طاووس الملائكة إلى تقديس تمثال طاووس من النحاس على شكل ديك بحجم الكف المضمومة وهو يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال.

*وادي لالش في العراق: مكان مقدس يقع وسط جبال شاهقة تسمى بيت عذري، مكسوة بأشجار من البلوط والجوز.

*المرجة في وادي لاش: تعتبر بقعة مقدسة، واسمها مأخوذ من مرجة الشام، والجزء الشرقي منها فيه على حد قولهم جبل عرفات ونبع زمزم.

*لديهم مصحف رش ( الكتاب الأسود ) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتها.

*الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله.

*الصوم: يصومون ثلاث أيام من كل سنة في شهر كانون الأول وهي تصادق عيد ميلاد يزيد بن معاوية.

*الزكاة: تجمع بواسطة الطاووس ويقوم بذلك القوالون وتجبي إلى رئاسة الطائفة.

*الحج: يقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات في المرجة النوارانية في لالش بالعراق.

*الصلاة يصلون في ليلة منتصف شعبان وهي صلاة يزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة.

*الحشر والنشر بعد الموت: سكون في قرية باطط في جبل سنجار، حيث توضع الموازين بين يدي ( الشيخ عدي) الذي سيحاسب الناس، وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة.

*يقسمون بأشياء باطلة ومن جملتها القسم بطوق سلطان يزيد وهو طرف الثوب.

*يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي وشمس الدين وحسن وعبد القادر الجيلاني، ولكل مرقد خدم، وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها.

*يحرمون التزاوج بين الطبقات، ويجوز لليزيدي أن يعدد في الزواج إلى ست زوجات.

*الزواج يكون عن طريق خطف العروس أولاً من قبل العريس ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر.

*يحرمون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس.

*يحرمون أكل الخس والملفوف والقرع والفاصوليا ولحوم الديكة وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم لأنه نظير لإبليس طاووس الملائكة في زعمهم، ولحوم الدجاج والسمك والغزلان ولحم الخنزير.

*يحرمون حلق الشارب، بل يرسلونه طويلاً وبشكل ملحوظ.

*إذا رسمت دائرة على الأرض حول اليزيدي فإنه لا يخرج من هذه الدائرة حتى تمحو قسماً منها اعتقاداً منه بأن الشيطان هو الذي أمرك بذلك.

*يحرمون القراءة والكتابة تحريماً دينياً لأ،هم يعتمدون على علم الصدر.

*لديهم كتابان مقدسان هما: ( الجلوة ) الذي يتحدث عن صفات الإله، ووصاياه والآخر مصحف ( رش ) الذي يتحدث عن خلق الكون والملائكة وتاريخ نشوء اليزيدية وعقيدتهم.

*يعتقدون أن الرجل الذي يحتضن ولد اليزيدي أثناء ختانه يصبح أخاً لأم هذا الصغير وعلى الزوج أن يحميه ويدافع عنه حتى الموت.

*اليزيدي يدعو متوجهاً نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها ثم يلثم الأرض ويعفر بها وجهه، وله دعاء قبل النوم.

*لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية وعيد القران وعيد الجماعة وعيد يزيد وعيد خضر الياس وعيد بلندة ولهم ليلة تسمى الليلة السوداء

( شفرشك ) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور.

*يقولن في كتبهم: ( أطيعوا وأصغوا إلى خدامي بما يلقنونكم به ولا تبيحوا به قدام الأجانب كاليهود والنصارى وأهل الإسلام لأنهم لا يدرون ماهيته، ولا تعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون ).

أبرز الشخصيات:

*عدي بن مسافر: كان في مقدمة الهاربين من السلطة العباسية، رحل من لبنان إلى الحاكارية من أعمال كردستان، وينتهي نسبه إلى مروان بن الحكم، ولقبه شرف الدين أبو الفضائل بقي الشيخ عبد القادر الجيلاني ,اخذ عن التصوف، ولد سنة 1073م وتوفى بعد حياة مدتها تسعون سنة ودفن في لالش في منطقة الشيخان بالعراق.

*صخر بن صخر بن مسافر: المعروف بالشيخ أبي البركات رافق عمه عدي وكان خليفته ولما مات دفن بجانب قبر عمه في لالش.

* خلفه ابنه شمس الجين أبو محمد: المعروف بالشيخ حسن وعلى يديه انحرفت الطائفة اليزيدية من حب يزيد وعدي بن مسافر إلى تقديسهما والشيطان إبليس وقد ألف كتاب الجلوة وهداية أصحاب، وأدخل اسمه في الشهادة.

*الشيخ فخر الدين: أخو الشيخ حسن، انحصرت في ذريته الرئاسة الدينية والفتوى.

* شرف الدين محمد: أبن الشيخ فخر الدين قتل عام 1257م وهو في طريقة إلى السلطان عز الدين السلجوقي.

*زين الدين يوسف: أبن شرف الدين محمد سافر إلى مصر وانقطع إلى طلب العلم والتعبد فمات فيي التكية العدوية بالقاهرة سنة 725هـ.

*الشيخ زين الدين أبو المحاسن: الذي يرتقي بنسبه إلى شقيق عدي أبي البركات، عين أميراً لليزيدية على الشام ثم اعتقله الملك سيف الجولة قلاوون بعد أن أصبح خطراً لكثرة مؤيديه، ومات في سجنه.

*الشيخ عز الدين: أبن الشيخ زين الدين أبو المحاسن، وكان مقره في الشام، ولقب بلقب أمير الأمراء، وأراد أن يقوم بثورة أموية فقبض عليه عام 731هـ ومات في سجنه.

*الأمير بايزيد الأموي: رئيس للطائفة وحصل على ترخيص بافتتاح مكتب للدعوة اليزيدية في بغداد، بهدف إحياء عروبة الطائفة الأموية اليزيدية.

الانتشار ومواقع النفوذ:

تنتشر هذه الطائفة الضالة التي تقدس الشيطان في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق ولهم جاليات قليلة العدد نسبياً في لبنان وألمانيا الغربية وبلجيكا. ويبلغ تعدادهم حوالي 120 ألف نسمة، منهم سبعون ألف أو يزيد في العراق والباقي في الأقطار الأخرى، وهم مرتبطون جميعاً برئاسة البيت الأموي، وهم من الأكراد وبعضهم من أصل عربي ، ولغتهم هي اللغة الكردية وبها كتبهم وأدعيتهم وتواشيحهم الدينية.

ويتضح مما سبق :

أن هذه الفرقة الضالة المنحرفة اليزيدية فرقة خارجة عن ملة الإسلام، قدست يزيد بن معاوية وإبليس وعزرائيل ويترددون على المراقد والأضرحة، وأنها بدأت كحركة سياسية تتبلور في حب يزيد بن معاوية وتحولت إلى طريقة عدوية، وخرجت بكتب وعقيدة تخالف تعاليم الإسلامي الحنيف، وهذا واضح في أفعال (داعش ) التي استحلت قتل النساء والأطفال والشيوخ واستباحت الحرمات ، ويساندها بعض دول الغرب من النصارى للطعن في الإسلام بأفعالهم التي تخالف الإسلام.

ونعوذ بالله من الشرك والمشركين والنفاق والمنافقين

والضلال والمضلين المارقين عن هذا الدين

ونسأل الله يعز الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل

أنه على ذلك قدير

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

[عابرة سبيل]