أين تقع "الأرجنتين" ؟
تقع جمهورية "الأرجنتين" في جنوب شرق أمريكا الجنوبية بين سلسلة جبال الأنديز في الغرب والمحيط الأطلسي في الجنوب والشرق، وتحدها بوليفيا و باراغواي في الشمال، والبرازيل إلى الشمال الشرقي، وأوروغواي و جنوب المحيط الأطلسي إلى الشرق،
وتشيلي إلى الغرب، و ممر دريك إلى الجنوب، وهي ثامن أكبر بلد في العالم مساحةً، حيث تبلغ مساحتها 2780400 كلم وعدد سكانها يتجاوز 42 مليون نسمة .
وتمتلك "الأرجنتين" أعلى وأدنى نقطة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث جبل "أكونكاجوا" في مقاطعة مندوزا بارتفاع 6959 م، و "بحيرة الفحم "
وهي بحيرة مالحة في مقاطعة سانتا كروز بعمق 105 م تحت سطح البحر .
توزيع السكان في الأرجنتين:
يقدر عدد سكان الأرجنتين حوالي 40 مليون نسمة وتوزيع الأديان فيها على النحو التالي:
رومان كاثوليك: 92 % ، يهود 2 % ، مسلمين 2 % ، 6 % عقائد أخرى 1.5 % من السكان، أما المسلمون في الأرجنتين فيعتبرون من أكبر أقليات المسلمين في أمريكا اللاتينية ، حيث يبلغ عددهم قرابة 750 ألف مسلم ، يعيش خمسهم تقريباً في العاصمة "بيونس آيرس".
هجرة المسلمين إلى الأرجنتين
انتقل الأسبان والبرتغاليون إلى العالم الجديد وهم يعرفون الثقافة الإسلامية جيداً بسبب الحكم الإسلامي العربي لمنطقتهم لمدة 800 عاماً، فبعضاً منهم هاجر مع موجات النزوح الأولى واستوطنوا مستعمرة الأرجنتين، وأول من هاجر من المسلمين إلى الأراضي التي تسمى اليوم ب"الأرجنتين" هم الأندلسيون المتظاهرون بالنصرانية قهراً؛ أو من يسميهم الأسبان بالمورسكيين. كما شهد القرن 16 و القرن 17 هجرة عدد من المورسكيون فراراً من محاكم التفتيش.
وفي القرن ال20 تتابعت هجرات عربية عديدة للأرجنتين، أبرزها وفود المهاجرين من سوريا ولبنان، الفارِّين من السلطات الحاكمة في ذلك الوقت، وكانوا يقيدون أنفسهم على أنهم أتراك؛ نتيجة حملهم لأوراق سفر تركية، نتيجة الخضوع للحكم العثماني.
وقد شهِد عام 1899 أوَّل تسجيلٍ رسمي للمهاجرين السوريين على أنهم من أصول عربية، وبحلول منتصف القرن العشرين أشارت التقديرات إلى وجود نحو 100 ألف مسلم عربي يعيشون في الأرجنتين.
المراكز الإسلامية في الأرجنتين
تأسَّس المركز الإسلامي الأرجنتيني عام 1931، وذلك بعد مرور 80 عامًا من وفود المسلمين إلى الأرجنتين؛ حيث يقوم المركز بدور ديني وثقافي وتعليمي، مثل الجمعيات الغير ربحية، وفي عام 1981 أعرب المجلس الإسلامي عن سعادته باستكمال بناء أول مسجد على الطراز الهندسي الإسلامي في الأرجنتين.
ومن الجدير بالذكر بيان أن المجلس الإسلامي بالأرجنتين يتكوَّن من ثلاث هيئات: مسجد الحمد، وجمعية "عمر بن الخطاب" العربية الأرجنتينية، والمقرات الاجتماعية والإدارية، ووَفقًا لتصريحات القيادة، فإن المجلس يُمثِّل المسلمين الموجودين بالأرجنتين، ويفتح المركز الإسلامي أبواب مساجده لكل مَن ينتسب للإسلام لممارسة الشعائر الإسلامية.
- كما يوجد أيضاً في العاصمة مقر الجمعية العربية الأرجنتينية الإسلامية التي توفر التعليم لأبناء الجالية في مراحل الروضة والابتدائية حتى الثانوية.
- ومن أهم المراكز الإسلامية في الأرجنتين:
- مركز الإحسان الإسلامي في مدينة سالتا
- الجمعية العربية الإسلامية في "مندوزا"
- الجمعية العربية الإسلامية في " كوردوبا"
- النادي الثقافي الإسلامي في "روزاريو" فضلا عن وجود
- بعض المدارس في العاصمة وفي "توكمان" و "غاروبا "وبعض المدن الأخرى .
ويوجد أكثر من 150 مركز إسلامي في أنحاء الأرجنتين الواسعة، كما يوجد العديد والكثير من الجامعات والمدارس، ومنها:
- المدرسة العربية الإسلامية في توكمان.
- جامعة فهد في بيونس آيرس.
- جامعة الأرجنتين الإسلامية في غاروبا.
- مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية في بيونس آيرس.
وفي عام 1996 بني في الأرجنتين أكبر جامع في أمريكا الجنوبية وهو مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي، بمساعدة خادم الحرمين الشريفين، ومساحته 20000 م2. ثم قدم الرئيس الأسبق كارلوس منعم مساحة أكبر قدرها 34000 م2 بعد زيارته للمملكة العربية السعودية في عام 1992م، تكلف المشروع 30 مليون دولار أمريكي، وشمل مسجداً ومكتبة ومدرستين وحديقة، و يقع المركز في منطقة "باليرمو" ببيونس آيرس.
كما يقع في الأرجنتين مقر المنظمة الإسلامية في أمريكا اللاتينية (iola)، وهي من أنشط المنظمات في أمريكا اللاتينية التي تقدم المعلومات وتنشر الإسلام في تلك المنطقة، كما تسعى لتوحيد وتوطيد الأخوة بين المسلمين هناك.
ومن الجدير بالذكر ما ذكره البروفيسور "ريكاردو شمس الدين" من أنّ الرغبةَ في العودة إلى الإسلام ترجع إلى الصحوة الإسلامية التي حدثت بمنطقة الشرق الأوسط في العقدين الأخيرين من القرن العشرين.
أهم المشاكل والمعوقات:
يعاني المسلمون في الأرجنتين مشاكل عديدة من أهمها:
- افتقادهم التواصل مع العالم الإسلامي، وافتقادهم للدعاة المجيدين للغة الإسبانية، واحتياجهم إلى أعداد كبيرة من المصاحف المترجمة للغة نفسها، بالإضافة إلى عدم وجود قناة فضائية إسلامية ناطقة باللغة الإسبانية تتواصل مع مسلمي الأرجنتين.
- المد التنصيري بين مسلمي الأرجنتين:
أكد الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية المهندس محمد يوسف هاجر أن تنامي النفوذ الكاثوليكي والصهيوني في المجتمع الأرجنتيني فشل في عرقلة نجاح الجالية المسلمة في الأرجنتين أو اندماجها في المجتمع الذي تعيش فيه؛ لافتاً النظر إلى أن هذا الفشل أجبر الطرفين على فتح نافذة للحوار مع المسلمين.
وقال هاجر في حوار خاص لمجلة (العالمية):
إن مسلمو الأرجنتين يواجهون العديد من التحديات؛ أخطرها المد التنصيري الجارف؛ حيث ينتشر في أراضي البلاد موجات من المنظمات التنصيرية الساعية بقوة لتذويب هوية المسلمين وقيادتهم إلى الردة، مستغلين غياب الثقافة الإسلامية، والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وقد نجحت هذه المنظمات ذات الإمكانيات المالية الكبيرة في تحقيق نجاحات، مستغلة عدم تمتع أعداد كبيرة من المسلمين بالوعي الديني الكافي، القادر على التصدي لهذا المدّ المشبوه، الذي يستغل عدم وجود صلات قوية بين مسلمي الأرجنتين والعالم العربي والإسلامي إلا نادراً.
وكالعادة..تستغل حركة التنصير الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المسلمون – مثل الكوارث الطبيعية، والمجاعات، أو اللجوء في أعقاب الحروب؛ فتكون بيئة خصبة لعملهم القذر، حيث استغلال الحاجة المادية وتقديم الإغراءات مقابل التنازل عن الدين الإسلامي والتحول إلى النصرانية
وفي "الأرجنتين" نجد أن هذه المنظمات استغلت الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرت بها البلاد لتنفيذ مخططها؛ بإغراء أعداد غير محدودة من المسلمين للتنصر، وهو الأمر الذي استنفر همم عدد من الجمعيات الإسلامية في الأرجنتين، لمواجهة هذا المد، وقد نجحنا في الحد من مخاطره، مستغلين تمسك كثير من مسلمي الأرجنتين بدينهم رغم الصعوبات التي واجهتهم.
وأخيراً..
نذكّر بأهم المطالب الضرورية للمسلمين في "الأرجنتين":
من أجل الحفاظ على هوية مسلمي الأرجنتين، ومن أجل نشر الدعوة الإسلامية، في هذا المجتمع البكر المتعطش لسماحة الإسلام، على الدول العربية والإسلامية، الاهتمام بإرسال البعثات الدعوية، من الأئمة والدعاة إلى الأرجنتين، والاتصال بشكل دائم، بالمراكز والمعاهد الإسلامية هناك، وتلبية احتياجاتهم، سواء من الكتب الإسلامية المترجمة، أو الكوادر البشرية المطلوبة، وكذلك استقبال بعثات علمية من مسلمي الأرجنتين، للتعلم في كبريات الجامعات الإسلامية، والاهتمام بإيصال إعلام عربي قوي إلى هناك، يهتم بتعليم المسلمين شعائر دينهم، وأصول اللغة العربية، إضافة إلى الاهتمام، بإنشاء معاهد ومراكز دينية عصرية متطورة، والقفز على الصراعات والاختلافات المذهبية، والمساعدة في إنشاء رابطة، تجمع أبناء الإسلام في الأرجنتين.