أكدت نتائج دراسة نشرت في مجلة علمية بريطانية، أن النساء البرطانيات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب كانت صورتهم الذاتية والنفسية أكثر إيجابية.
وأكدت نتائج الدراسة الجديدة، والتي أجراها الباحثون من جامعة وستمنستر في بريطانيا، ونُشرتْ في المجلة العلمية British Journal of Psychology في شهر آب، إلى أنّ النساء البريطانيّات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب بلّغن عن صورة ذاتية أكثر إيجابية، وكنَّ أقل قلقًا بخصوص وزنهنّ وأقلّ تأثّرًا من الجمال المثالي المعروضين في وسائل الإعلام الغربية.
وحاول الباحثون من جامعة وستمنستر في بريطانيا تحديد العادات التي يمكن أن تساعد النساء على التكيّف مع الحياة في مجتمع يشجّع النظرة الذاتية السلبية. حسب كلامهم، فإنّ القلق بخصوص المظهر والصورة الذاتية يعتبر تجارب معيارية، ولذلك يبحث العلماء عن العوامل التي تحمي من هذه المخاوف، ليكون بالإمكان تنفيذها في برامج لتعزيز الصورة الذاتية الإيجابية.
ولاحظ العلماء أنّه في دراسات سابقة تم تحديد عادات وآراء يمكنها منع صورة ذاتية سلبية، من بينها الهوية النسوية، والانخراط في الرقص والرياضة. بالإضافة إلى ذلك، فقد نُشرتْ في السنوات الأخيرة دراسات ذكرتْ أنّ الفتيات اللواتي ذكرنَ بأنّهن يعتقدنَ أنّ الله يحبّهنّ شعرنَ بارتياح أكبر إزاء مظهرهنّ مقارنة بفتيات متديّنات أخريات.
وكانت التجربة الحالية هي الأولى التي ربطت بين اللباس الإسلامي التقليدي والموضوع. شاركت في التجربة نحو 600 امرأة مسلمة من لندن، تتراوح أعمارهنّ بين 18 - 70، جميعهنّ ولدنَ في بريطانيا من أصول بنغالية، بنغلادشية، باكستانية، هندية وعربية. طُلب من النساء الردّ على سلسلة من الأسئلة، بما في ذلك عدد مرات الظهور في الأماكن العامة مع الملابس والحجاب التي تفضّلنها (النقاب، البرقع، الأميرة، الحجاب، الشادور (العباءة)، أو حجاب من نوع آخر). بعد ذلك، أعطيتْ النساء صورًا تعرض بُنى أجسام مختلفة، وطُلب منهنّ الإشارة إلى بنية جسمهنّ وبنية الجسم التي كنّ يرغبنَ بها. أجابت النساء، ومعظمهنّ عازبات، عن سلسلة من الأسئلة التي تهدف إلى التعرّف على درجة الرضا التي يشعرن بها إزاء أجسامهنّ، طموحهنّ لإنقاص الوزن، شعور الراحة لديهنّ في المجتمع، وتأثير عرض النساء في وسائل الإعلام على تقديرهنّ لذواتهنّ.
وأشار الباحثون - بحسب تقديرهم - إلى أنّ الدراسات السابقة التي قارنت بين النساء اللواتي يرتدين الحجاب والنساء غير المسلمات والعلمانيات قد تجاهلتْ التأثير المهمّ للهوية الإسلامية في الغرب، ولذلك قرّروا دراسة الاختلافات بين النساء المسلمات اللواتي اعتدن على ارتداء الحجاب والنساء المسلمات الأخريات. وجد الباحثون أنّ النساء اللواتي ذكرن بأنّهن يرتدين الحجاب؛ كنَّ راضيات أكثر عن أجسامهنّ، وبلّغنَ بشكل أقلّ عن مخاوف اجتماعية متعلّقة بالمظهر، كما وكنَّ أقلّ عرضة للضغوط من الجمال المثالي، طمحنَ بشكل أقلّ إلى بنية جسم نحيفة ولم يؤسّسن تقييمهن الذاتي لأنفسهنّ بناء على المظهر الخارجي.