يعد الهدهد من الطيور النادرة، له عرف مميز على رأسه، لونه بني فاتح، وعرفه البني مرقط من أطرافه بالريش الأسود... ونصفه الأسفل مرقط بالريش الأبيض في نظم جميل ومتناسق، له طريقة مميزة في الطيران، ويتغذى على الحشرات، ويشاهد منفرداً في المناطق الزراعية....
وهو من أصدقاء الفلاحين فهو ينظف الأرض من الديدان واليرقات والآفات، ويعد وجوده ومشاهدته علامة على نقاء البيئة من المبيدات الحشرية، وممنوع صيده لأنه لايؤكل.
صفاته
يسكن هذا الطائر في جحور الأشجار، أو الجحور الصخرية الضيقة، وحتى في المباني القديمة، وتجلس الأنثى من 12-15 يوماً على بيضها فترة حضانة حتى تفقس.
الذكر يطعم الأنثى أثناء فترة الحضانة، ويطعم الصغار بعد الفقس، وعادة مايحتضن صغيرين كل عام ويغادران العش بعد 26-32 يوماً من التفقيس.
وللهدهد قابلية عجيبة في طلب الماء والكشف عنه تحت الأرض، ويتميز بسرعته الفائقة في الطيران والعدو.
ومن صفاته المميزة أنه يتمكن من طرد أي حيوان مفترس أو متطفل أو ضار عن عش صغاره عن طريق رش رذاذ أسود زيتي برائحة كريهة من غدة بقاعدة الذيل، وكذلك صغاره يستطيعون ذلك إن أحسوا بالخطر.
ويتميز هذا الطائر برشاقته وحسن مظهره، خصوصاً تلك النتوءات الريشية أو القزعة الموجودة في مؤخرة رأسه، طوله 31 سم وألوانه تختلف بحسب المناطق، أرجله قصيرة وذيله مربع، والريش في مؤخرة رأسه قد يتحول إلى شكل مروحي عندما يستثار، ويعمل على نفخ ريش رقبته عند المناداة وعند الخطر، منقاره معقوف طويل وقوي، وأجنحته دائرية تقريباً، ومن أهم ميزاته أيضاً أنه يرى الماء من بعيد ويحس به في باطن الأرض، فإذا رفرف على موضع علم أن فيه ماء.
وقد أثبت الباحثون أن الهدهد من أكثر الطيور تعاوناً ومحبة، وخصوصاً لأفراخ من أعشاش أخرى تابعة لأبناء جنسه لدرجة جعلتهم يعتقدون هذه الخاصية استراتيجية يؤديها الهدهد لمصلحة ذاتية.
الهدهد عند العرب
العرب يضربون المثل بقوة إبصار الهدهد فيقولون: أبصر من هدهد، كما يقولون: أبصر من غراب، وأبصر من عقاب.
قال الجاحظ: «زعموا أنه ( الهدهد) هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعر الأرض».
قصة الهدهد في القرآن
الجميع يعلم أن تسخير الطيور والجن لسيدنا سليمان عليه السلام هو معجزة ربانية، كذلك الجميع يعلم أن الهدهد هو الذي نقل أخبار مملكة سبأ لسيدنا سليمان وحمل إليها الرسائل.
أما لماذا اختار النبي سليمان الهدهد من بين الطيور كافة لنقل الرسائل واستطلاع الأخبار فهذا ربما لايعرفه إلا القليلون، خاصة إذا علمنا كما يقول الباحثون إن طائر الباز أو الشاهين القناص هو أسرع طائر في الجو، إذ تزيد سرعته على 160 كم في الساعة حين الانقضاض على فريسته، والمطلوب في إيصال الرسائل السرعة، فلماذا تم اختيار الهدهد ولم يتم اختيار الباز؟
كذلك طرح الباحثون والمفسرون الحمام المعروف بكفاءته في نقل الرسائل... وأجابوا على التساؤل المطروح لماذا اختار النبي سليمان الهدهد ليكون رسوله وناقل أخباره بل والمستطلع ولم يختر الحمام مثلاً؟
وفي تفسير ذلك قالوا:
إن الباز لايصلح للمراقبة والاستطلاع لأنه يجلب الأنظار إليه، بسبب خوف الناس منه، لذلك فهو غير صالح لهذه المهمة رغم سرعته وقوة ملاحظته.
أما الحمام رغم كفاءته الملاحية في نقل الرسائل فهو أيضاً لايصلح لهذه المهمة لأن المسافة بين القدس، حيث وجود النبي سليمان وسبأ في اليمن بعيدة جداً، والحمام لايصلح للمسافات الطويلة في نقل الرسائل لأن الحمام لايملك خاصة الدفاع عن نفسه حال مهاجمته كما يفعل الهدهد، ولأنها بطيئة في حركتها على الأرض ولاتتحمل الجوع والعطش لفترات طويلة، وهي ضعيفة أمام مغريات إطعامها، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الهدهد أكفأ من الحمام في استخدامات النقل فهو أسرع طيراناً، ولايحتاج للجماعة في طيرانه، وقوة دفاعه عن نفسه أكبر بكثير، إضافة إلى تحمله الكبير للجوع والعطش، فضلاً عن مكره وذكائه المشهور بهما، لذلك كان الهدهد هو الاختيار الأفضل, فهو يحمل خصائص فريدة في نوعها.