09-03-2014
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم الأخبار السياسية
"داعش" الإسرائيلية تمزّق آيات قرآنية في الناصرة
لا تفوّت إسرائيل، منذ نشأتها، أي فرصة من أجل استفزاز فلسطينيي الداخل، لتبرر الاعتداء عليهم وانتهاك حقوقهم والممارسات العنصرية ضدهم، وتسعى إلى تمزيق وحدتهم الوطنية والاجتماعية، فتحاول جاهدة دق الأسافين العائلية والقبلية والطائفية وغيرها، لكن الوعي المكتسب في الداخل الفلسطيني الذي تراكم خلال عقود من المواجهة، عادة ما يجهض مثل هذه المخططات.
ومن أبرز ما "تفتّق" عنه العقل الإسرائيلي، كان على سبيل المثال لا الحصر، إقدام الشرطة الإسرائيلية، أخيراً، وبطريقة وصفها البعض بـ"الداعشية"، على تمزيق لافتات حملت آيات قرآنية في ساحة مسجد شهاب الدين في الناصرة، بذريعة أنها تشبه رموز تنظيم "داعش"، على الرغم من وجودها في المكان منذ سنوات طويلة.
وتجمع القوى الوطنية والإسلامية في الداخل الفلسطيني، على أن ما جرى هو "محاولة إسرائيلية أخرى لاستفزاز الجماهير العربية للدخول في مواجهة معها، وكذلك محاولة لدق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد، ولا سيما أن اللافتات معلقة في ساحة شهدت خلافات داخلية في الناصرة قبل سنوات خلت، الأمر الذي قد يعيد إلى أذهان البعض تلك المشاكل التي عصفت بالمدينة في حينه، وتم تجاوزها، ويسعى أهل المدينة لطي صفحتها ونسيانها." "
صرصور، في رسالة وجهها إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحاق أهرونوفيتش: عملية التمزيق وتوقيتها وأسبابها مرفوضة تماماً، خصوصاً وأن اليافطات موجودة في المكان منذ وقت طويل جداً
" واعتبر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الشيخ إبراهيم صرصور، في رسالة وجهها إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحاق أهرونوفيتش، أن "عملية التمزيق وتوقيتها وأسبابها مرفوضة تماماً، خصوصاً وأن اليافطات موجودة في المكان منذ وقت طويل جداً، ولم يَدَّعِ أحد حملها شارات لتنظيم إرهابي هنا أو هناك". وطالب صرصور، بـ"فتح تحقيق في الاعتداء الذي لا يُمكن وضعه إلا في سياق استفحال مرض جنون الإسلاموفوبيا في أوساط واسعة من الإسرائيليين، بعد الهزيمة النكراء التي مُنيت بها في قطاع غزة". ورأى أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يفرّق بين ما هو مقدّس ولا ينبغي المساس به، وما تدّعي أنها رموز تنظيمات تصنّفها على أنها إرهابية".
ووصف خطوة الشرطة بأنها "عملية استفزاز حاقدة وغير مبررّة، وتسعى إلى إثارة الفتنة في أوساط الناصرة التي وقفت بعناد في وجه السياسات الإسرائيلية، وتضامنت مع قطاع غزة في مواجهة الحرب العدوانية الوحشية الإسرائيلية". واعتبر "التجمّع الوطني الديمقراطي"، في بيان له، أن "ما أقدمت عليه الشرطة ليس اعتداءً على اللافتات، ولا على من وضعها، بل على حرمة هذا البلد وسيادة بلديته، التي من المفترض أن تكون المسؤولة الأولى والأخيرة عن نصب اللافتات أو إزالتها".
ورأى التجمّع في تصرّف الشرطة المهين "ما يؤكد نهجها العدائي تجاه العرب وتجاه الناصرة، التي نظّمت تظاهرات حاشدة ضد العدوان الهمجي والإجرامي على شعبنا في غزة، فأرادت أن تنتقم منه وترهبه، وتهين كرامته التي تعرف أنها لا تهان". ولم يخفِ التجمّع أن "هنالك نقاش علينا عدم تغييبه حول وضع هذه اللافتات في مركز المدينة، والقفز عن سلطة البلدية، لكن ليس داعش ما يؤرق الشرطة، بل صلابتنا ووحدتنا الوطنية، فداعش موجودة في ثقافة هذه الشرطة وعدائها تجاهنا". وشدّد البيان، على أن "طريقة تمزيق الشعارات وترك مخلفاتها على الأرض، حقيرة وبائسة، ولا تدلّ إلا على كمّ الحقد والكره والضغينة التي تكنّها شرطة إسرائيل لأهل الناصرة". واستنكرت "الحركة الإسلامية" (الشقّ الشمالي) في بيانٍ لها ما حدث، واعتبرت أن "ما جرى هو مسّ بمشاعر كل مسلم أينما كان، وهو اعتداء على كتاب الله سبحانه تعالى". وسألت "هل هذه الفعلة البشعة هي استمرار لقصف وهدم المساجد في غزة الكرامة والعزة؟". ووجّهت رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي "لن نصمت على أي اعتداء علينا أو على ديننا ومقدساتنا أو على بيوتنا وأراضينا". ودانت "جبهة الناصرة الديمقراطية"، وفرع الحزب الشيوعي فيها، في بيان لهما، "قيام الشرطة بتمزيق لافتات تحمل آيات قرآنية في ساحة المدينة، وإلقائها على الأرض، بادّعاء أنها موضوعة في مكان عام، وتحمل مضامين توحي برموز تنظيم داعش، على الرغم من وجودها في نفس الموقع منذ سنوات. إن تصرف الشرطة هذا قد يمس مشاعر وغضب المتدينين والجمهور عامة". وأضاف البيان أن "تصرّف الشرطة الاستفزازي، يثير لدينا شبهات حول النوايا الحقيقية من تصرف الشرطة، ومن أرسلها للقيام بهذا العمل، ولكننا على ثقة من أن أهل المدينة لم تعد تنطلي عليهم هذه الممارسات، التي تهدف إلى إحداث النعرات والفتنة بين أبناء الشعب الواحد".
|
|
|
|
|