04-06-2020
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
الحديث الشريف وعلومه
تخريج حديث ( يكون صيحة في النصف من رمضان )
عن فيروز الديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في رمضان صوت " ، قالوا : " يا رسول الله ؛ في أوله ، أو في وسطه ، أو في آخره " ، قال : " لا ؛ بل في النصف من رمضان ، إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا ، ويخرس سبعون ألفا ، ويعمى سبعون ألفا ، ويصم سبعون ألفا " ، قالوا : " يا رسول الله ؛ فمن السالم من أمتك " ؟قال : " من لزم بيته ، وتعوذ بالسجود ، وجهر بالتكبير لله ، ثم يتبعه صوت آخر ، والصوت الأول صوت جبريل ، والثاني صوت الشيطان ؛ فالصوت في رمضان ، والمعمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، ويغار على الحجاج في ذي الحجة ، وفي المحرم ، وما المحرم ؟أوله بلاء على أمتي ، وآخره فرح لأمتي ؛ راحلة في ذلك الزمان بقتبها ينجو عليها المؤمن له من دسكرة تغل مائة ألف " أخرجهُ الطبراني في " الكبير " (18/333 ح 853) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة به .
وأخرجه من طريق الطبراني ابنُ الجوزي في " الموضوعات " (1687) وقال : هذا حديث لا يصحُ ، قال العقيلي : عبد الوهاب ليس بشيء . وقال العقيلي : هو متروك الحديث . وقال ابن حبان : كان يسرق الحديث ، لا يحل الاحتجاج به . وقال الدارقطني : منكر الحديث .
وأما إسماعيل فضعيف ، وعبدة لم يلق فيروزا ، وفيروز لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روى هذا الحديث غُلامُ خليل ، عن محمد بن إبراهيم الشامي ، عن يحيى بن سعيد العطار ، عن أبي المهاجر ، عن الأوزاعي ، ولكهم ضعافٌ في الغايةِ ، وغلام خليل كان يضع الحديث .ا.هـ.
أما فيروزُ الديلمي فقد اختلف فيه أهلُ العلمِ في رؤيته للنبي صلى اللهُ عليه وسلم ، قال الذهبي في " تجريد أسماء الصحابة " (2/90) : " فيروز الديلمي قاتل الأسود الكذاب . أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ووفد وله صحبة.اهـ. إذا كان متن الحديث فيه وقائع تقع بتحديد التاريخ والسنة، فالمتن معلول بصرف النظر عن السند وهذا ما قعده العلماء في تعليل متن الأحاديث. قال ابن القيم القيم : "أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله : " إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت ، وإذا كان شهر كذا وكذا ، وقع كيت وكيت " المنار المنيف. وقال أيضاً: في أحاديث لا تصح في التواريخ المستقبلية ، كحديث : "يكون في رمضان هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورها ، وفي شوال مهمهة ، وفي ذي القعدة تميز القبائل بعضها من بعض ، وفي ذي الحجة تراق الدماء ، وحديث : يكون صوت في رمضان إذا كانت ليلة النصف منه ليلة جمعة ، يصعق له سبعون ألفا ، ويصم سبعون ألفا " انتهى اجتمع في الحديث سالف الذكر علتين فى السند والمتن، ولا يجوز التحدث به كما لا يجوز التحدث عن الغيب ومنها ما يقع في أخر الزمان من حوادث إلا بأحاديث صحيحة وردت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم. فالغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن: 26. قال الطبري: يعني بعالم الغيب: عالم ما غاب عن أبصار خلقه، فلم يروه فلا يظهر على غيبه أحدا، فيعلمه أو يريه إياه إلا من ارتضى من رسول، فإنه يظهره على ما شاء من ذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: (فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) فأعلم الله سبحانه الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه بما أوحي إليهم من غيبه، وما يحكم الله، فإنه لا يعلم ذلك غيره.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) فإنه يصطفيهم، ويطلعهم على ما يشاء من الغيب.
|
|
|
|
|