نعى الأزهر الشريف اليوم أستاذ الحديث وخطيب الجامعين الأكبرين الأزهر وعمرو بن العاص وعضو هيئة كبار العلماء الذي انتقل لجوار ربه الكريم اليوم الثلاثاء 6/3/2018 في القاهرة عن عمر ناهز الثانية والثمانين ..
وقد عرفت الفقيد خطيبا شابا على منبر الجامع الأزهر في عام 1976 وهو من أصدقاء عمي الشيخ أحمد مهدي حداد رحمه الله وأستاذنا الدكتور نور الدين عتر يتردد عليهم في رواق الشوام ونشأت لذلك بيني وبين فضيلته علاقة حب وود ثم كان من حسن حظي أن حضرت مناقشته لدرجة الدكتوراه في قاعة الإمام محمد عبده وذلك في عام 1977 وكان المشرف عليه في الرسالة أستاذنا العلامة المفسر الدكتور سيد الكومي صاحب التفسير الوسيط وافتتح جلسة المناقشة هو بتلاوته آيات من الذكر الحكيم بصوته الندي رحمه الله وأشاد في كلمته بفضيلة الشيخ اسماعيل دفتار ومكنته العلمية التي تتبدى في رسالته للدكتوراه موضوع المناقشة وهي عن مضنف عبد الرزاق وقد استغرق في إعدادها زمنا طويلا وزادت مجلداتها عن أربع..وأشاد الدكتور الكومي بعائلة دفتار العلمية التي يعرف الأزهر مكانتها ..
وكان المناقش الرئيس وزير الأوقاف الأسبق المرحوم العلامة الشيخ الأستاذ الدكتور حسين الذهبي رحمهم الله
وتسلم التدريس في كلية أصول الدين مع خطابته في الجامع الأزهر الشريف
وشاءت الأقدار أن أهاجر لمكة المكرمة في شعبان من عام 1400 ،وأغادربذلك أيضا كلية الشريعة في جامعة دمشق وألتحق بجامعة أم القرى في مكة المكرمة والتي كانت حينها جزء من جامعة الملك عبد العزيز والتحقت بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكان حينهاقد وصل للجامعة متعاقدا معها أستاذنا الشيخ الدكتور اسماعيل دفتار لتدريس الحديث الشريف فتتلمذت عليه في جزء من شرح الإمام النووي على صحيح ومسلم، وكنا نلتقي حول الكعبة المشرفة بين العشاءين قبالة ميزاب الرحمة ، وكانت تعتريه حالة روحية ومراجعات فكرية انعكست على بقية مشوار حياته ،واضطروه للاستقالة من خطابة الجامع الأزهربعد أن اعتلى منبره ثمانية عشر عاما من عهد عبد الناصر .
وكنا نحضر ونستفيد من مناقشاته العلمية المتميزة كذلك لرسائل الماجستير والدكتوره في قاعة محاضرات جامعة أم القرى .
وكان له بعد اقامته في مكة المكرمة خطه الفكري والعلمي في دائرة الاعتدال والتأصيل والوسطية و. .
ولما عاد رحمه الله نهائيا لمصر عاد للنشاطه العلمي في الأزهر الشريف والدعوي والإعلامي، وكنت أتردد عليه في الكلية زائرا دوما فيحفوا بي بأبوية وصداقة راقية، وكان حسن المعشر دمث الأخلاق عف اللسان .
وقد تسلم بعدذلك الى آخر حياته إمامة وخطابة جامع عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وقد رشح أكثر من مرة لمشيخة الأزهر الشريف ؛ولكن!!!.
تغمد الله أستاذنا الفقيدالشيخ الدكتور اسماعيل دفتار بواسع رحماته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان .
عزاؤنا لأسرة الفقيد وللأزهر الشريف ورجاله وطلابه ولعلماء المسلمين والأمة الإسلامية .
إنا لله وإنا اليه راجعون