[محمد فرج الأصفر]

يقترب القمر من مرحلة البدر الليلة، ثم ينتقل للخسوف الكامل -بمشيئة الله- خلال الساعات القادمة.

حيث يتحول إلى قرص أحمر في ظاهرة تعرف بـ (القمر الدامي)، التي تنجم عن وجود الأرض في المنتصف ما بين الشمس والقمر، وهو ما سوف يؤدي إلى دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض، وبالتالي حجب الشمس بشكل كامل عن القمر، ومن ثم يُخسف قرص القمر كليا.

ويعتمد اللون المُحدد للقمر خلال الظاهرة على كمية الرماد البركاني السابح في الفضاء، وحين يُمنع ضوء الشمس من الوصول للقمر تدريجيا، فيبدأ حدوث الاختلاف في الألوان بسبب زوايا سقوط الأشعة، الأمر الذي يغير اللون من الرمادي إلى درجات الأحمر حسب حالة الطقس.

ويعكس اللون وقت الخسوف الكلي مدى نقاء الغلاف الجوي الأرضي، فكلما ازداد التلوث في الغلاف الجوي تضاءلت الأشعة المنكسرة عن طريقه، الذي يؤدي إلى إضاءة أقل وقت الخسوف، ويميل لونه إلى الأحمر الداكن، وقد يختفي القمر تماما في أحيان نادرة، كما حصل في خسوف أواخر عام 1992م؛ بسبب انفجار بركان بيناتوبو في الفلبين.

ولن يتمكن سكان المملكة والشرق الأوسط من مشاهدة الظاهرة؛ بسبب حدوثها نهارا وشروق القمر عند انتهاء الخسوف، فيما تشاهد بشرق آسيا وأستراليا وأمريكا الشمالية

الجمعية الفلكية بجدة، أشارت إلى أن الكرة الأرضية تشهد مساء اليوم السبت خسوفا كليا للقمر، يستغرق أربع دقائق و43 ثانية فقط، ما سيجعله أقصر خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين.

والخسوف سيبدأ في نفس التوقيت على مستوى الكرة الأرضية عند دخول القمر إلى منطقة شبه الظل -المنطقة الخارجية لظل الأرض- الساعة 12:01 ظهرا بتوقيت مكة المكرمة، وفي هذه المرحلة يخفت ضوء القمر، إلا انه لا يزال قرصا كاملا، ويتدرج في الظلمة إلى أن يصل الخسوف مرحلة الكلية الساعة 2:57 عصرا وبعد دقائق يصل الخسوف ذروته العظمى الساعة 3:00 عصرا وينتهي الساعة 3:02 عصرا ثم يعود خسوفا جزئيا حتى الساعة 4:44 عصرا. يُذكر أن هذا الخسوف الكلي للقمر يأتي ضمن سلسلة نادرة تسمى (الخسوفات الرباعية) والتي تتكون من أربعة خسوفات كلية للقمر متتالية يفصل بين كل خسوف منها ستة أشهر، ولا يقع بينها خسوف جزئي أو خسوف شبه ظل، وهذه السلسلة من الخسوفات الكلية بدأت في 15 أبريل 2014م، ومن ثم 8 أكتوبر 2014م، ويتبقى خسوفان منها الأقرب وهو اليوم، وسوف تنتهي هذه السلسلة -بإذن الله- بخسوف يحدث في 28 سبتمبر المقبل.