[محمد فرج الأصفر]

رغم سيطرة البشمركة وميليشيا الحشد الشعبي على مدينة جلولاء، 80 كلم شرق بغداد، منذ نحو شهر عقب انسحاب مفاجئ لتنظيم داعش، إلا أن المدينة لا تزال فارغة من ساكنيها الذين يقدّرون بنحو 300 ألف نسمة بسبب منع تلك القوات المواطنين من العودة إلى منازلهم، رغم محاولتهم ذلك عدة مرات وموجة البرد التي تضرب العراق منذ أيام بلا رحمة وانهيار مقاومة الخيام التي يقطنون بها خارج المدينة.

وقال مصدر محلي مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن الميليشيات المسلحة التي تمثل الخط الأول حول المدينة منعت مئات الأسر من الدخول للمرة الثالثة على التوالي خلال أسبوع، مبيّناً أن بعض الأسر التي تمكنت من تجاوز مناطق الميليشيات عبر طرق فرعية، اصطدمت بنقاط التفتيش التي وضعتها [سجل معنا ليظهر الرابط. ] على حدود المدينة وداخلها وجرت إعادتهم من حيث جاؤوا.

وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن البشمركة تدقق في هويات النازحين العائدين وتسمح للكرد فقط دخول مدينة جلولاء، كما تفعل الميليشيات المسلحة الأمر نفسه مع العوائل من المكون الشيعي، مشيراً إلى أن بعض عناصر القوات الكردية أساؤوا التعامل مع المدنيين بإطلاق عبارات السب والشتم بحق المدنيين.

وأضاف: "إن التعامل اللا أخلاقي من قبل الميليشيات والبشمركة [سجل معنا ليظهر الرابط. ] الى المخيم المخصص لهم على بعد (14 كيلومتراً) عن جلولاء" ، لافتاً إلى أن "المخيم بات قطعة من بؤس نهاراً وموت ليلاً".

وكانت ميليشيات مسلحة وقوات كردية قد شكلت تحالفاً للهجوم على مدينة جلولاء بدعم من طيران التحالف في الثاني من الشهر الماضي أدى إلى انسحاب تنظيم داعش من البلدة بعد معارك وصفت بغير متكافئة بين الطرفين.

وعلّق عضو [سجل معنا ليظهر الرابط. ]إحسان عبد الله، لـ"العربي الجديد"، على منع الميليشيات والقوات الكردية عودة الأهالي، أنه "لا وجود للناس في المدينة سوى بضعة عشرات من مكونات أخرى غير مكون المدينة الرئيس، وهناك تقارير وردتنا قبل أيام حول منع القوات الموجودة السكان بالعودة والتنعّم بالدفء ورفعناها إلى رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية".

وأضاف أن "حجة تلك القوات هي وجود عبوات ناسفة ومتفجرات ذكية زرعتها داعش بالمدينة ويعملون على تفكيكها قبل السماح بدخول الأهالي، لكن وزارة الدفاع نفت وجود مثل تلك الأجسام المتفجرة وقالت إن المدينة نظيفة".

وأعرب عن خشيته من وجود أشخاص يشارفون على الهلاك في المخيمات بسبب البرد وبيوتهم في المدينة يمنعون من دخولها بسبب حقد طائفي وعنصري يغطي أفراد تلك القوات".