أكد الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر أن وسائل الإعلام تشن حرباً على أحكام الدين، كالحجاب من خلال نشر الفتاوى الباطلة واستضافة أصحابها وإبرازهم وتلميعهم.
وأكد على ضرورة التيقظ من تحريف الإعلام للمصطلحات وتوجيهه المتلقي للمعاني التي تصب في خدمة أعداء الأمة، خلال حديثه حول موضوع "الإعلام المختطف وحرب المصطلحات".
وخلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالرياض، قال الشيخ العمر: إن من الأدلة على انحراف كثير من وسائل الإعلام ما يثار هذه الأيام عن قضية الحجاب، والفتاوى الباطلة حوله، وإخراج أناس لم يُعرفوا بالعلم وإظهارهم كمفتين يحلون ويحرمون، ويتولاهم الإعلام ويصفهم بالشجاعة. مؤكدا أن هذا هو دأب الإعلام في وصف من يخرج على الدين بأنه جريء وشجاع. مضيفاً أن هذه الألقاب تغري ضعاف النفوس وتجذبهم نحو الشهرة.
وحذّر من استشراء مثل هذه المصطلحات، والتأكيد على ضرورة التيقظ للمستوى الذي وصل إليه اختطاف إعلامنا، كما حذر من عملاء الغرب المتآمرين على دينهم وأوطانهم ومجتمعاتهم.
ونبه فضيلته على أثر الإعلام خاصة على النشء، في الوقت الذي غفل فيه كثير من الآباء عن أبنائهم، وتركوهم ضحية للإعلام الذي يدار من أعداء الأمة لإضعافها والنيل منها ومن أبنائها.
كما حذر من أثر الإعلام على المجتمعات، من خلال الترويج لما يريدونه عن طريق الاستمرار في تناول موضوع ما، وعرضه والتركيز عليه حتى يتقبله الناس، وقال: "إن كان الإعلام قد سُمي في الماضي بالسلطة الرابعة، إلا أنه اليوم أصبح في مثابة السلطة الأولى من قوة تأثيره. مشيراً إلى ما أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بأن شبكة الأخبار الأمريكية السي إن إن أصبحت تمثل العضو السادس الدائم في الأمم المتحدة.
وأورد ما اعترف به وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد بأنه أسس مكتباً يشرف عليه بنفس، لا مهمة له سوى تزييف الحقائق، وبثها على كوكب الأرض بأكمله، وأسماه وحدة التأثير الإستراتيجي، وقد رصد له ميزانية بمئات الملايين من الدولارات، حيث يتعامل مباشرة مع المخابرات المركزية الأمريكية ويغري الصحفيين في العالم العربي والغربي بتمرير وجهة نظر الولايات المتحدة؛ للتأثير على الرأي العام العربي والغربي.
كما حذر الشيخ العمر من تأثير مصطلح كثيراً ما يستخدمه الإعلام لتمرير أجنداته، وهو ما يسمى بالرأي العام. وقال: إن الرأي العام يسهل توجيهه، مؤكداً على ضرورة أن لا تقاد المجتمعات تأثراً بالرأي العام، كما لا ينبغي أن يحكم على أمور برغبة الجماهير، بل لا بد أن توجه وتوزن بميزان الشرع، وألا تكون صدى لرأي الجمهور على حساب الدين.