أرض المهرجانات، مركز الفنون والثقافة في المجر، هي الأوصاف التي تنطبق على مدينة ميشكولتس عاصمة مقاطعة بورسود
التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من المجر،وتتوسط أوروبا بصورة فنية رائعة، لذلك فهي تعتبر من الوجهات السياحية
التي يعشقها السائح الأوروبي لا سيما خلال فصل الصيف.
تعد ميشكولتس قلعة التاريخ، الحافظة لكل الحضارات الماضية، حيث يعود تاريخ المدينة إلى العصر الحجري
لذلك تعتبر من أقدم المدن في أوروبا، إنها أرض تراثية بديعة، تتوزع فنونها على كل المجالات، الأماكن السياحة في ميشكولتس
تعلمك كيف ترى التاريخ، بطرق مختلفة ومن فوق المرتفعات، أو من خلال الحفلات الموسيقية، أو حضور أحد المهرجانات
التي يأتيها الزوار من العالم كله.
تتمتع المدينة بالكثير من إبداعات التضاريس الطبيعية مثل جبال بيك العالية، والتي تمثل نقطة التقاء جغرافي مختلف
مع وادي نهر ساجو وهي أرض تنحدر بشكل تدريجي بديع، ما يجعل شكل المدينة أكثر إبهاراً مقارنة مع باقي المناطق السياحية
بالمجر، وأقل المناطق ارتفاعاً تكمن عند نهر ساجو وأعلى الارتفاعات تكمن عند بوكك، المنطقة التي تتمتع بمجموع
ة من الكهوف المميزة.
أما عن موقعها بين المدن المجرية، فإنها تقع في شمال شرق البلاد، وتبلغ مساحتها نحو 236.68 كم2،
وهي بهذا تعد من أكبر المدن في المجر وفي الوسط الأوروبي، الحافل بالروائع الجبلية والنهرية، والمدينة تجمع بينهم
في صورة مبهرة خالدة؛ لأنها تمثل نقطة التقاء جميلة.
السياحة في ميشكولتس ثقافية بامتياز، بوجود الكثير من المعارض، التي تقدم مجموعة رائعة من الألواح الفنية،
وكذلك المسارح التي تفرض على الزوار الاستمتاع من خلال جمال اللوحات الفنية والثقافية التي يتم تقديمها.
ومن أهم الأماكن التي تستقطب السياح في هذه المدينة هي كنيسة أفاس، التي تعد الأقدم في وسط مدينة ميشكولتس،
لقد تم بناء الكنيسة في القرن الثالث عشر على الطريقة الرومانية الراقية، والمعروفة بإبداعها الفريد، ثم جاء القوطيون
لتخرج الكنيسة بشكل مختلف، وأكثر روعة، في حين يعد متحف أوتو هيرمان أكبر المتاحف في المدينة،
وقد تم بناؤه في عام 1899م؛ليحفظ أكثر من 600 ألف قطعة أثرية، أما قصر الموسيقى
فقد تم بناؤه بين عامي 1926 و1927م، وهو عبارة عن معهد موسيقي فريد، تم بناؤه بطريقة باروكية بديعة،
يحتوي القصر على قاعة احتفالات عظيمة تقدم العديد من العروض المميزة، أما بحيرة هاموري الاصطناعية، التي تشكلت
في أوائل القرن الـ19 من مياه السدود، فهي تمتد بطول 1.5 كيلو متر وسط الوادي، وتوفر الكثير من الأنشطة في الهواء الطلق
بما في ذلك التجديف في فصل الصيف والمشي لمسافات طويلة في الممشى ذي المناظر الخلابة على الشاطئ الشرقي وركوب الدراجات
وفي فصل الشتاء تتجمد مياه البحيرة لتجذب هواة التزلج على الجليد.
التسوق إن التسوق يأخذ المدينة لأجواء حداثية بديعة، بمجموعة من المراكز التجارية والأسواق التي تقدم التذكارات
عالية الجودة؛ لتبقى المدينة في ذاكرة الزائربالمقارنة مع البلدان الأوروبية الأخرى، في المجر الملابس رخيصة،
ولكنها ذات جودة عالية جداً. وكما هو الحال في بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى، في هنغاريا، يمكنك استرداد ضريبة القيمة المضافة
على البضائع التي تم شراؤها في المتجر نفسه لما لا يقل عن 50 ألف فورنت، يتم إرجاع الأموال نقداً عند عبور حدود الدولة.
المناخ في مدينة ميشكولتس متقلب، ويشكل اختلافاً غريباً؛ لأن فصل الشتاء يبدو في منتهى البرودة، ومع ذلك نجد الأجواء
في فصل الصيف حارة جداً، إنها أجواء غير متوسطة، إن الأجواء في فصل الصيف رطبة وحارة، تكون درجة الحرارة بين 20 إلى 30 درجة مئوية
أي أن الأجواء مشمسة، ورائعة طوال فترة الصيف وهي فترة الزيارات والاحتفالات الخاصة بالمدينة، أما فصل الشتاء فهو الأصعب؛
لأن المدينة تدخل في أجواء جليدية صعبة المقاومة، إن ميشكولتس تستقبل نحو 120 سم
من الثلج سنوياً، أي أن درجة الحرارة تنزل إلى -20 درجة مئوية، إنها أجواء من الصعب التعود عليها، إلا أن المدينة تستغل
هذه الأجواء في إقامة بعض الملاهي الليلية الرائعة إن السياحة في ميشكولتس لا تتوقف تحت أي ضغط مناخي؛
لأنها تجذب قلوب كل الزوار..