عبّر عدد من ذوي شهداء "هبة القدس والأقصى" في الداخل الفلسطيني، عن حزنهم العميق، بسبب المشاركة الجماهيرية "الهزيلة"، في المسيرة التي دعت إليها "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، في الذكرى الرابعة عشرة، والتي استضافتها مدينة سخنين، شمالي فلسطين المحتلة، مساء اليوم الأربعاء. وكان فلسطينيو الداخل قد خرجوا في تظاهرات سلمية، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2000، تنديداً بتدنيس رئيس حزب "الليكود"، في حينه، آرييل شارون، للمسجد الأقصى، واحتجاجاً على الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال بحقّ أبناء الضفّة الغربيّة وقطاع غزة، إذ قابلتهم الشرطة الإسرائيليّة بالرصاص الحيّ، وقتلت بدم بارد 13 شاباً خلال أسبوع. وشكّل ذلك العام محطة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني.ورفع المتظاهرون في مسيرة إحياء الذكرى، العلم الفلسطيني وصور الشهداء: محمد جبارين، وإياد لوابنة، ورامي غرة، وأحمد صيام، ووليد أبو صالح، وعماد غنايم، وعلاء نصار، وأسيل عاصلة، ومصلح أبو جراد، ومحمد خمايسي، ورامز بشناق، ووسام يزبك وعمر عكاوي. وكانت لجنة المتابعة قد بدأت فعالياتها بهذه المناسبة منذ أمس الثلاثاء، بمسيرة "الوفاء للشهداء"، إذ زارت بلدات وأضرحة شهداء الداخل الفلسطيني، الذين استشهدوا في مناسبات مختلفة، من النقب مروراً بمنطقة المثلث ووصولاً إلى بلدات الجليل، وتوّجت بالتحامها بالمسيرة المركزيّة في سخنين، التي اختتمت بمهرجان خطابي، في مقبرة الشهداء بالمدينة. "والد أحد الشهداء: نعجز عن مخاطبة أبناء شعبنا بالشكل الصحيح حول أهمية المناسبة" السيدة رقية، والدة الشهيد عماد غنايم من سخنين، جلست عند ضريح ولدها، تبكي من جهة على فراقه، وتتحسّر من جهة أخرى على الحضور الجماهيري الضعيف، على غير العادة، والذي لم يتجاوز ألفيّ مشارك، في حين كان يقدّر بعشرات الآلاف في سنوات سابقة. وتقول والدة الشهيد، في حديثها لـ"العربي الجديد"، إنها "تعيش ألم فراق ابنها كلّ يوم، لكنّه استشهد في سبيل المسجد الأقصى الغالي على قلوبنا، وهذا يواسيني بعض الشيء"، معتبرة أنّ "الحضور يجب أن يكون أكبر". من جهته، يؤكد إبراهيم صيام، والد الشهيد أحمد صيام من قرية معاوية، على أهمية المسيرة، على مستوى التضامن مع الشهداء واستذكارهم، مضيفاً: "لكن يبدو أنّ لجنة المتابعة وقيادات الجماهير العربيّة، وحتى نحن كأهالي نعجز عن إيصال الرسالة أو مخاطبة أبناء شعبنا في الداخل بالشكل الصحيح حول أهمية المناسبة، ليس على صعيد إحياء ذكرى أبنائنا فحسب، ولكن إحياء ذكرى القضية التي استشهدوا من أجلها".وجاء حديث رأفت خمايسي، شقيق الشهيد محمد خمايسي، في الاتجاه ذاته، بحديثه عن "غصّة في القلب" بسبب المشاركة الضعيفة، مستدركاً أنّ "سخنين تستقطب جماهير غفيرة في المناسبات الوطنية، لكنّ الوضع بدا مختلفاً هذه المرة وأنا مستاء من عدد الحضور".في المقابل، تحدّث أحد أعضاء اللجنة الشعبية في سخنين، والتي تولت دعوة أهالي المدينة وبعض الجوانب التنظيمية للمسيرة، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أنّ "اللجنة أدّت دورها كما يجب على الصعيد المحلي في المدينة، لكنّ توقيت التظاهرة ليس ملائماً لأن غالبية الناس في عملهم في مثل هذا اليوم، فضلاً عن أن لجنة المتابعة لم تدعُ لإضراب في هذه المناسبة، علماً أن الإضراب يساعد كثيراً في تعبئة وحشد الجماهير". بدوره، قال رئيس بلدية سخنين، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في الداخل، مازن غنايم، في كلمته بالمهرجان الذي أعقب المسيرة، إنّ "المناسبة تذكّرنا بشهدائنا وجرحانا والاعتداء البوليسي الدموي ضد أبناء شعبنا، وتذكرنا كذلك بقضايا الأرض والمسكن والتضييق علينا في مختلف الجوانب، لكن تبقى قضايانا المركزية، هي الدفاع عن مقدّساتنا الإسلامية والمسيحية في هذه البلاد، والدفاع عن وجودنا".من جهته، شدّد رئيس "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، محمد زيدان، في كلمته، على أن "كلّ محاولات ترهيبنا من قبل المؤسّسة الإسرائيليّة لن تثنينا عن نصرة قضايانا الوطنيّة - See