يُعّد الشاي من المشروبات الشعبية، وهو على القائمة الرئيسية للمشروبات عند كثير من الناس بطرق مختلفة
كلُّ منهم يشربه بالمذاق الذي يحبه، والشاي عبارة عن اسم صيني يُطلق على شجرة صغيرة
أو شُجيرة لها أوراق، وموطنه الأصلي شرقي آسيا وينمو في موطنه إلى ارتفاع 9 أمتار
ولكنه في المزارع يقلم إلى شجيرات صغيرة طولها ما بين 90 150 سم.
أوراقه رمحية الشكل خضراء داكنة، والأزهار عطرة بيضاء مصفرّة، وهذه الشجيرة دائمة الخُضرة
وتنسب إلى فصيلة الكاميلية، ويحتاج هذا النبات لكي ينمو إلى تربة خصبة خفيفة، وأن يكون الهواء رطِباً
وجواً حاراً وأمطاراً غزيرة، وقد تظل هذه الشجيرات تنتج لمدة 50 عاماً، وتقطف الأوراق باليد
وهي يانعة وأفضلها الأوراق الرقيقة القريبة من القمة، وأول من زرع واستخدم الشاي هم الصينيون
وتذكر الروايات الصينية، أن الملك « شين ونق » كان مغرماً بكل ما يتعلق بالأعشاب والتداوي بها
ومن شغفه بالحفاظ على صحته، كان هذا الملك يحب شرب الماء الساخن بعد غليه.
ذات يوم ترك الماء الساخن في حديقته، فطارت بعض أوراق الشاي، وسقطت على كوبه فتغير لون الماء
فجرّب طعمه وأعجب به جداً. ومن ذلك اليوم اشتهر الشاي، وبدأ ينتشر داخل المملكة
حيث زرع في القرن الثامن على نطاق تجاري، ثم انتقل إلى خارج المملكة، ليصل إلى أوروبا في القرن السابع عشر
عن طريق الهولنديين، الذين كانوا أول من أحضر الشاي الأخضر إلى القارّة
وقد كان الشاي في ذلك الوقت من الأغذية باهظة الثمن، حيث كان يُستخدم كعلاج
ولا يباع إلا في الأماكن المخصصة لبيع العقاقير، ثم ما لبث أن تحوّل إلى مشروب يشربه الأغنياء
ويقال إن الكلمة أتت من الفارسية « چای »، ويعتقد البعض أن الشاي أتى من الهنود الحمر
وهذه المعلومة خاطئة، حيث تشير الموسوعة البريطانية وغيرها إلى أن أصل الشاي هو بلاد الصين
ومنها انتشر تناوله في كثير من مناطق آسيا منذ خمسة آلاف عام.
أما العرب والأوربيون وغيرهم، فقد ذكرت الموسوعة العربية العالمية، أن الشاي لم يُعرف عند العرب في الجاهلية
ولا حتى في العصر العباسي، لأنه لم ينتشر ويصبح معروفاً في العالم إلا في القرن السابع عشر وما بعده
حيث كانت أول شحنة من الشاي من الصين إلى أوروبا في عام 1610م، حين استوردته شركة الهند
الشرقية الهولندية إلى أوروبا، واستعمل في إنجلترا عام 1660م، واحتكرت شركة الهند الشرقية البريطانية
توريده لبريطانيا حتى 1834، ووصل إلى المستعمرات الأمريكية عام 1680
وكان المشروب المفضل، حتى استبدلت به القهوة. والشاي أنواع، فمنه الأسود وأوراقه عطرية
ويُحضّر بعد أكسدة أوراق الشاي الأخضر، ويحتوي على الكافيين، ويقوم بتنشيط الجهاز العصبي بطريقة سلبية
ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالضعف والوهن والإمساك والأرق وسوء الهضم
وفي المقابل يُساعد في إذابة بعض الدهون، كما يساعد على زيادة سرعة حرق السعرات الحرارية.
أنواع الشاي :
هناك الشاي الأبيض : وهو الأندر بين أنواع الشاي، لأنه حتى يتم إنتاجه يجب قطف البراعم الصغيرة لشجرة الشاي
والأوراق الصغيرة بعناية ورفق، وهناك أيضاً الشاي الأخضر وأوراقه عطرية، تجفف بسرعة باستخدام البخار
فينتج لدينا الشاي الأخضر، ويتميّز الشاي الأخضر بأنه محافظ على جميع مواده
لأنه لم يتم تخميره كالشاي الأسود، لذلك فهو أكثر نفعاً من الشاي الأسود، ويستخدمه الصينيون
في علاج الصداع النصفي، ويعتقدون أن فيه مواد مفيدة للأسنان، بسبب احتوائه على مادة الفلورايد
وأخيراً ثمة شاي الألونج « التنين الأسود »، ويتعرَض هذا النوع للأكسدة الخفيفة، ولكن ليس كالشاي الأسود
ونكهة الشاي سببها زيت طيار، وخاصيته المنبهة سببها الكافيين، وخاصيته القابضة سببها التانين
الذي يتناقص في الشاي الأسود، من جراء التخمير، وأحياناً يضاف زهر الياسمين أو غيره
من النباتات المعطرة إلى بعض أنواع الشاي لتطييبه
وهناك أيضاً شاي « أيرل جري »
وهو نوع جديد من الشاي الأسود المعطر له طعم فريد جداً، ويخلط بالبرتقال « شجرة برجموت »
وهو ما يعطيه الرائحة والنكهة طيبة المذاق، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى رئيس الوزراء البريطانى
في الفترة من 18301845م.
وحالياً يأتينا الشاي في معظمه من الهند: ومن أنواع الشاي الهندي، شاي « أسام »
وهو شاي قوي ومنكّه بطعم التوابل وداكن اللون، و« دار جيلنغ »، ويعني الشاي الناعم الذهبي اللون
ويأتينا من أعالي جبال الهيمالايا، والقطفة الأولى للشاي، هي في فصل الربيع
والقطفة الثانية في الصيف، ويكون لون الشاي أغمق وأقوى نكهة.
ويأتي أيضاً من جزيرة سيلان « سريلانكا اليوم »، وهو الشاي المنكّه القوي المذاق
ويعرف بالشاي السيلاني، ويأتي كذلك من الصين، على هيئة شاي أخضر
ومن أنواعه« شانمي » و« لابسانغ سوشونغ »، وهو شاي أسود مدخن من أفضل الأنواع.
أما الشاي الأندونيسي، فيجمع ميزات متنوعة، وهو مشابه في صفاته لشاي منطقة « أسام » الهندية
ويمتاز بالنتيجة بأنه مزيج رائع لذيذ لأفضل أنواع الشاي.
ويختلف الناس في تناول الشاي فبعضهم يحبه حلو المذاق، وبعضهم الآخر يفضله مع الحليب
وآخرون يكتفون به صافياً، فلا يزيدون على طعمه طعماً.
زيادة مستوى السكر :
وأشارت دراسة نشرت في يوليو 2004، إلى أن فريقاً من الباحثين بالمركز الطبي في جامعة ديوك
بولاية نورث كارولاينا، توصل إلى وجود علاقة قوية بين تناول الكافيين مع وجبات الطعام
وزيادة مستويات السكر، وهرمون الأنسولين في الدم، لدى المصابين بالنوع الثاني من داء السكري
كما أشارت دراسة أخرى في 20 يوليو 2004، صادرة عن المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة في إيطاليا
إلى أن الكافيين يمكن أن يعيق عمل الذاكرة المؤقتة للدماغ
لذلك من المفيد للطلاب اجتناب شرب الشاي دائماً، وخاصة أيام الامتحانات.
والواقع أن التأثير المنشّط للشاي، يشبه تأثير مادة الكافيين في القهوة، والفرق أن تأثير الشاي المنشط
يتطلب وقتاً أطول، وينقل الشاي مادة الكافيين الموجودة فيه في أنحاء الجسم، فيحث الدماغ
والجهاز العصبي بدون أن يؤثر على القلب وعلى الدورة الدموية، كما القهوة
ولذا يشعر المرء بعد تناوله الشاي بالراحة، وبقدرة أكبر على التركيز، والأفضل التوقف
عن تناول الشاي أو القهوة أو أي مواد منبهة بعد الساعة الرابعة من بعد الظهر، إذا أمكن.
كما أثبت العديد من الدراسات الأكاديمية في السويد واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة
أن للشاي فوائد صحية كثيرة، وقابلية لزيادة مناعة جسم الإنسان من الأمراض
ومن هذه الفوائد :
أن الشاي يساعد على خفض نسبة الإصابة بمرض سرطان المبايض، بنسبة 46 %
عند النساء اللاتي يشربن فنجانين أو أكثر من الشاي يومياً، مقارنة بمن لا يشربن الشاي
وقد توصلت دراسة أخرى إلى أن شرب الشاي الأسود أو الأخضر، يبطئ من نشاط إنزيم اكتيلكولين
المسؤول عن الزهايمر، والشاي الأخضر والأسود يحتويان على مولدات للمضادات القلوية
بعكس القهوة، ما يساعد على تقوية وتحفيز جهاز المناعة ضد الأمراض عند الإنسان