الدعوة إلى الله والعمل الخيري
خلع سوار الذهب رحمه الله الدنيا مع الزي العسكري والسلطة، وباع نفسه لله تعالى والعمل الخيري، حيث ترأس مجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية في السودان والتي كان من انجازاتها:
1ـ تشييد أكثر من 55 مدرسة ثانوية، و150 مدرسة ابتدائية ومتوسطة.
2- تشييد أكثر من 2000 مسجد في افريقيا وشرق أوروبا.
3ـ حفر أكثر من 1000 بئر للمياه، وحفر أكثر من 10 محطات للمياه في افريقيا.
4- تشييد 14 مستشفى عاما ومتخصصا، وحوالي 800 مستوصف، و120 مركزا للطفولة والتغذية ورعاية الأمومة والتحصين.
5- تشييد 6 ملاجئ للأيتام والإشراف عليها في افريقيا. قدم بحوثا في مؤتمرات كثيرة عن الاسلام والدعوة اليه، والتحديات التي تواجهه، وذلك على المستوى المحلي، والاسلامي، والعالمي، وهو عضو في إحدى عشرة مؤسسة إسلامية وعالمية. ويعد المشير سوار الذهب من أبرز الشخصيات الإسلامية ذات الشهرة العالمية، كما حقق إنجازات باهرة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، بالإضافة إلى مسؤولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، تقلد العديد من المناصب: منها نائباً لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرةن ونائباً لرئيس "ائتلاف الخير" في لبنان، ونائباً لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضواً مؤسساً في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى. كما تقلد منصب عضواً في الوقد العالمي للسلام بين العراق وإيران، ورئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، ورئيس الصندوق القومي للسلام في السودان، ورئيس هيئة جمع الصف الوطني، كما قام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان. حصل عام 2004م على جائزة الملك فيصل نتيجة لمجهوداته وأعماله خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلاميةة في السودان، ومنحته جامعة كردفان درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لدوره في قيامها. وتوجت جهود الراحل الدعوية باختياره عضواً في مجلس حكماء المسلمين. كما حظى بتقدير عال لمصداقيته في التخلي طواعية عن الحكم برّاً بوعده، ولما قام به من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفاته
لبى سوار الذهب دعوة ربه ، أول أمس الخميس 19أكتوبر 2018م/ الموافق 10 صفر 1440هـ ، وقد وافته المنية في الرياض عن عمر يناهز 84 عام.
وقد نقل لي أحد الثقات عن منظر ملفت للنظر في عزاءه في منزله بالرياض في شارع الجزار، وهو اصطفاف عشرات النساء والأطفال والفقراء والذين يغسلون السيارات بمحاذاة حائط منزله وجعلوا وجوهم على الحائط وهم يبكون أشد البكاء... منظر يقطع القلوب، وكل من مر بهم يقف ويتعجب ويقول من أنت أيها الرجل؟ وأتى أحدهم وسأل طفل صغير كان يبكي بكاءاً مريراً: هل السيد المشير يقرب لك؟ قال له الطفل بصوت متقطع ... ده أبونا كلنا كل يوم بنأكل هنا... وفي العيد يعطي لنا الملابس وعمل عملية لأمي ... وتركه الرجل وعيناه تملأهما الدموع.
هذا اليوم لا تبكيك البدل والعربات والسفارات والطيارات والمناصب والكراسي والبرجوازية ... إن هذا اليوم بكاك من أطعمتهم وكسوتهم وحميتهم من شر البرد والحر وهؤلاء هم من أسباب حسن الخاتمة ومرقدك بالبقيع.
دفن اليوم السبت في المدينة المنورة، وقد استجاب العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لوصية سوار الذهب فأمر بنقل جثمانه بطائرة خاصة إلى المدينة المنورة ليُوارى الثرى هناك تنفيذاً لوصيته.
تغمدك الله برحمته يا معين البسطاء والضعفاء والمساكين
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.
إنك على كل شيء قدير