لما خافت عليه .. هل قال لها الله : "خذيه في حضنك" ؟ أو "خبئيه في سريره" ؟ أو "أودعيه عند احدى القريبات" ؟ مع أن ظاهر الثلاثة أشياء السابقة فيها النجاة لكن الحقيقة لم تكن ذلك .. بل أخبرها أنها إن خافت عليه فلتلقه في اليم ..
رضيع في عرض البحر لا يعرف السباحة وسيأخذه عدو له وعدو لله .. ظاهر الأمر أن في ذلك الهلكة لتهيؤ أسباب الهلكة .. ولكن ماذا لو كان من أمر بذلك هو رب هذه الأسباب ؟ هو من خلق الرضيع ، وخلق اليم ، وخلق عدوه ويدبر أمره بحكمته وعلمه ، وخلق أم الرضيع التي يعلم أن فؤادها سيصبح فارغًا ولذلك ربط على قلبها فصبرت واطمئنت .. لماذا ؟ لأن أمر الله - الملك الحكيم علام الغيوب - لا يأتي إلا بخير ، والصبر والبشرى لا يكونان إلا لصابر :
{ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } [ القصص: 7 ]
وأنتِ إن خفت على ضياع شئ فاتبعي أمر الله فيه وإن بدا لك هذا الأمر على أن في الهلكة لأن ما يبدو لكِ من صور تنفير الشيطان أيضًا .. بل اتركي السبب إن خالف أمر رب السبب ، ألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني .. يربط الله على قلبك ويثبت فؤادك .. وإن ذلك الذي ألقيتيه ابتغاء مرضاة الله وخشية وخوف منه هو إن شاء الله ..
عائد ..!
---الكاتبة_سارة_يوسف
التعديل الأخير تم بواسطة محمد فرج الأصفر ; 07-20-2015 الساعة 06:20 PM.