تتوقعين من طفلكِ البالغ من العمر سنتين أن يقوم بنوبات غضب.. لكن، ماذا عن طفلكِ الذي بلغ الخامسة؟ هل يُفترض بكِ معاقبة ولدك الذي يكذب وهو في سن الرابعة؟ وما هو العمر المناسب لبدء معاقبة الطفل بمنحه أوقات مستقطعة؟
ألا إنّ طريقة التعامل مع التصرفات السيئة والسلوكيات الخاطئة لا بدّ أن تتطور مع إنتقال الطفل من مرحلة عمرية إلى أخرى. وفي ما يلي التقنيات [سجل معنا ليظهر الرابط. ] الملائمة لكل مرحلة: بالنسبة إلى الطفل بعمر السنة
في هذا العمر، يكون الطفل فضولياً ونشيطاً وحركاً، واستكشافه للبيئة المحيطة به هو أكبر تحدٍّ له. وفي هذا العمر، قد لا يفهم الطفل اللغة والطريقة التي يسير بها العالم من حوله كما قد لا يفهم بأنّ الـ"لا" في الأمس تنطبق على تجربة اليوم. والانتظار بالنسبة إليه أمر صعب جداً وما يرغب به لا بدّ أن يحصل. وعليه، فإنّ أفضل طريقة للتعامل معه:
لا تبالغي في توقعاتكِ وأشيري إلى التصرف الصحيح من دون أن تُصرّي عليه. كوني صارمة لكن إيجابية واستعيني لهذه الغاية بنبرة صوتك وتعابير وجهك التي يمكن أن تؤدي طفلكِ أفضل أمثولة.
ركّزي أكثر على كيفية وقاية طفلكِ من الحوادث عن طريق تحويل المنزل إلى بيئة آمنة وإزالة الأغراض القابلة للكسر عن متناوله.
تعاملي مع نوبات انفعال طفلكِ بمحاولة التخفيف عنه وتشتيت انتباهه عن الموقف "الذي يزعجه" بموقفٍ آخر.
بالنسبة إلى الطفل بعمر السنتين
في هذا العمر، يتخبّط الطفل في دوامة من المشاعر التي يُحاول جاهداً تفسيرها بطريقة منطقية. يصعب على الطفل في هذا العمر التعبير عن أحاسيسه، ويحاول على الدوام تجربة البيئة التي يعيش فيها ليرى ردة فعل الآخرين. وعليه، فإنّ أفضل طريقة للتعامل معه:
خفّفي قدر الإمكان صراعاتك مع طفلك، موضحةً له توقعاتك من دون أن تصرخي. قدّمي لطفلك خيارات بسيطة ولا تستهيني أبداً بقدراته.
ساعدي طفلكِ على التحكم بمشاعره. وإن ضرب أحدهم، علّميه استعمال هذه الكلمات: " أنا غاضب! "الضرب خطأ!" "نحن لا نضرب!"
تعاملي مع نوبات غضب طفلكِ بعناية، حيث تتجاهلينها فيما تبقي قريبة من طفلك حتى تنتهي، ثم توجّهينه نحو تصرفات إيجابية وموقف آخر يهدّئ من روعه.
بالنسبة إلى الطفل بعمر الثلاث سنوات
في هذا العمر، يُحاول الطفل التصرّف باستقلالية وتعزيز قدرته على التحكم بمشاعره. وعل الرغم من أنه يستوعب بأنّ التصرف بسوء يستوجب عقاباً، فثمة احتمال كبير بأن يستمر في نوبات الغضب. وعليه، فإنّ أفضل طريقة للتعامل معه:
لا تعاقبي طفلكِ إن فشل في تنفيذ مهمة ما، إنما اشرحي له المهمة بطريقة سهلة ودعيه يبدأ بها، مقدّرةً جهوده.
درّبي طفلكِ على التصرفات الحسنة من خلال اللعب.
لا تُعاقبي أخطاء طفلك لوقتٍ طويل، إنما افرضي عليه وقتاً مستقطعاً لا يزيد عن ثلاث دقائق، بمعدل دقيقة عن كل سنة (الوقت المستقطع أي عند ترك الطفل بمفرده لفترة من الوقت من دون التعاطي معه وبعيداً عن كل الألعاب والملهيات).
حاولي إبعاد طفلكِ عن المتاعب من خلال تحاشي مسببات التوتر في وقتٍ مبكر.
بالنسبة إلى الطفل في الرابعة
في هذا العمر، تتفتح مهارات الطفل الاجتماعية أكثر فأكثر. ويشكّل إحلال التوازن بين حاجاته وحاجات الآخرين أكبر تحد بالنسبة إليه. وفي هذا العمر، قد يلجأ الطفل إلى تشويه الحقيقة لتُلائم نسخته من الواقع، وهو لا يفهم بأنّ ما يقوم به خطأ تماماً كالغش. وعليه، فإنّ أفضل طريقة للتعامل معه:
امنحي طفلكِ الوقت الذي يحتاجه كي ينتقل من موقف إلى آخر. وبلّغيه مسبقاً عن إي تغيير تفادياً للصراعات.
تجاهلي أنين طفلك وركّزي أكثر على فكرة رفض طلبه أو الموافقة عليه كما لو أنه يتكلّم بطريقة عادية.
تعاملي مع كذب طفلكِ وخداعه بهدوء، فمثل هذه التصرفات طبيعية في هذا العمر.
بالنسبة إلى الطفل في الخامسة
في هذا العمر، يُقدّر الطفل مواقف الآخرين ويتبع القواعد والإرشادات كما يجب. ولكنّ الوقوف في وجهه ومنعه من القيام بأمر ما قد يؤدي إلى سلوكيات سيئة على غرار الضرب و الصراخ، وإغلاق الباب بعنف، إلخ. وعليه، فإنّ أفضل طريقة للتعامل معه:
وسعّي نطرة طفلكِ للأمور واشرحي له عن مدى تأثير تصرفه في الآخرين والسبب وراء اتباع الأنظمة والقواعد.
امنحي طفلكِ فترة محددة لكي يضبط نفسه "لديك 3 دقاق للتوقف عن تصرفك الأرعن وإلا فسيكون الوقت المستقطع من نصيبك!"
جرّبي اتباع نظام "الوجوه الضاحكة" لتهذيب طفلك: في صباح كل يوم، ارسمي ثلاثة وجوه ضاحكة على ورقة وعلّقيها على البراد. وفي كل مرة يقوم فيها طفلك بسلوك سيء، اشطبي وجهاً. فإن انتهى اليوم وكل الوجوه مشطوبة، إفرضي على طفلك عواقب تعلّمه درساً. وإن بقي لديه وجهاً ضاحكاً واحداً، إحرصي على مكافأته بملصق صغير أو ما شابه.