الموضوع: رسالة الى ادم
عرض مشاركة واحدة
  مشاركة رقم : 2  
قديم 08-15-2014
نعمة حكيم
قسم الاسرة والحياة الزوجية

رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 1,113
بمعدل : 0.31 يوميا
معدل تقييم المستوى : 11
المستوى : نعمة حكيم نشيط

نعمة حكيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور نعمة حكيم



كاتب الموضوع : نعمة حكيم المنتدى : قسم واحـــة ادم
Flash رد: رسالة الى ادم

عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: "تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ

الحسب : هو الفعل الجميل للرجل وآبائه. وقد فسر الحسب بالمال في الحديث الذي أخرجه الترمذي وحسنه من حديث سمرة مرفوعاً: "الحسب المال؛ والكرم التقوى".
إلا أنه لا يراد به المال في حديث الباب لذكره بجنبه فالمراد فيه المعنى الأول.

نعم، النسب له مكانته عند العرب قبل الإسلام، وقد كان النسب والحسب هو المقدم على كل شيء، فلما جاء الإسلام أراد أن ينزع منهم الفخر بالحسب والنسب، وأن يبين لهم أن منزلة الناس عند الله -سبحانه وتعالى- إنما هي بالإيمان والدين.
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]

وبينما النبي -عليه الصلاة والسلام- جالسًا يومًا وعنده رجل مرَّ رجل، فقال -عليه الصلاة والسلام- لجليسه: «ماذا تقول في هذا؟ فقال: هذا رجل من أغنياء الناس، هذا حري إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفَّع، وإن قال أن يُسمَع لقوله. فسكت -عليه الصلاة والسلام- ثم مرَّ رجل آخر فقال -عليه الصلاة والسلام- لجليسه: ماذا تقول في هذا؟ فقال: هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب ألا يُنكَح، وإن شفع ألا يُشفَّع، وإن قال ألا يُسمع لقوله. فقال -صلى الله عليه وسلم مصححًا للمفاهيم- هذا -أي الفقير- خير من ملء الأرض مثل هذا».

فلما نزع النبي -صلى الله عليه وسلم- من قلوب أصحابه الفخر بالحسب والنسب وتقدير الناس وتقييمهم بهذا الميزان، ورسخ الميزان الصحيح {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، بعد ذلك بين أن الحسب والنسب لا شك أن له أثر في حياة الناس، وله قيمة في حياة الناس إذا صاحبه الإيمان والتقوى.

ولذلك قال -عليه الصلاة والسلام: «تنكح المراة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها»، فالحسب والنسب مع الدين لا شك أن له قيمة في حياة الإنسان وأثر في سلوكياته.

أما إذا خلا الحسب والنسب من الدين ومكارم الأخلاق والعمل الصالح فلا قيمة له.
ولذلك جاء في الحديث: «من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه»، وفي القرآن الكريم قال الله تعالى {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]. ((قال يحيى بن يحيى النيسابوري: كنت عند سفيان بن عيينة إذ جاءه رجل فقال: يا أبا محمد، أشكو إليك من فلانة، يعني امرأته -. أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها. فاطرق سفيان مليا، ثم رفع رأسه فقال: لعلك رغبت إليها لتزداد بذلك عزا؟ فقال: نعم يا أبا محمد. فقال: من ذهب إلى العز ابتلي بالذل، ومن ذهب إلى المال ابتلي بالفقر، ومن ذهب إلى الدين يجمع الله له العز والمال مع الدين.
ثم أنشأ يحدثه فقال: كنا اخوة أربعة: محمد، وعمران، وإبراهيم، وأنا، فمحمد أكبرنا وعمران اصغرنا، وكنت أوسطهم،
فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب، فتزوج من هي أكبر منه حسبًا فابتلاه الله بالذل
وعمران رغب في المال، فتزوج من هي أكبر مالا منه فابتلاه الله بالفقر، أخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئا،
فنقبت في أمرهما، فقدم علينا معمر بن راشد فشاورته، وقصصت عليه قصة أخوي، فذكّرني حديث يحيى بن جعدة وحديث عائشة، فأما حديث يحيى بن جعدة: قال النبي - صلى
الله عليه وسلم: تنكح المرأة على أربع: دينها، وحسبها، ومالها، وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك". وحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة.
فاخترت لنفسي الدين وتخفيف الظهر اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الله لي العز والمال مع الدين)).


قوله: "تربت يداك" أي التصقت بالتراب من الفقر وهذه الكلمة خارجة مخرج ما يعتاده الناس في المخاطبات لا أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قصد بها الدعاء.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
فالمراة التي ينبغي نكاحها هي التي يتحقق فيها استكمال هذين الغرضين و هي التي اتصفت بالجمال الحسي و المعنوي.
فالجمال الحسي: كمال الخلقة لان المرأة كلما كانت جميلة المنظر عذبة المنطق قرت العين بالنظر إليها و أصغت الإذن إلي منطقها فينفتح إليها القلب و ينشرح إليها الصدر و تسكن إليها النفس و يتحقق فيها قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة))-( الروم-21).
الجمال المعنوي: كمال الدين و الخلق فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا كانت أحب إلي النفس و اسلم عاقبة فالمراة ذات الدين قائمة بأمر الله حافظة لحقوق زوجها و فراشه و أولاده و ماله، معينه له على طاعة الله تعالى، إن ذكرته و أن تثاقل نشطته و أن غضب أرضته و المرأة الأدبية تتودد إلي زوجها و تحترمه و لا تتأخر عن شئ يحب أن تتقدم فيه و لا تتقدم في شئ يحب أن تتأخر فيه و لقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: (( التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره))- رواه أحمد والنسائي .
وقال صلي الله عليه وسلم: (( تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الأنبياء، أو قال: الأمم)) - رواه أبو داود والنسائي-
فان أمكن تحصيل امرأة يتحقق فيها جمال المنظر و جمال الباطن فهذا هو الكمال و السعادة بتوفيق الله.أ.هـ من كتاب الزواج
وفي الحـديث :
• إخبار أن الذي يدعو الرجال إلى التزوج أحد هذه الأربع وآخرها عندهم ذات الدين فأمرهم صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أنهم إذا وجدوا ذات الدين فلا يعدلوا عنها.
قال القاضي رحمه الله: من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها حدى الخصال، واللائق بذوى المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره انتهى.- تحفة الاحوذي-

• ودل الحديث على أن مصاحبة أهل الدين في كل شيء هي الأولى لأن مصاحبهم يستفيد من أخلاقهم وبركتهم وطرائقهم ولا سيما الزوجة فهي أولى من يعتبر دينه لأنها ضجيعته وأم أولاده وأمينته على ماله ومنزله وعلى نفسها.
والله تعالى أعلم ...

رد مع اقتباس