عرض مشاركة واحدة
  مشاركة رقم : 2  
قديم 03-07-2016
رحيق مختوم


رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Oct 2015
الدولة : سوريا طرطوس
المشاركات : 119
بمعدل : 0.04 يوميا
معدل تقييم المستوى : 9
المستوى : رحيق مختوم نشيط

رحيق مختوم غير متواجد حالياً عرض البوم صور رحيق مختوم



كاتب الموضوع : رحيق مختوم المنتدى : التوحيد والعقيدة الإسلامية
افتراضي رد: يا ايها الذين آمنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم

وَهُوَ اعْتِمَادُهُمْ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَاَظَافِرِهِمْ فِي حَكِّ جِلْدِهِمْ لَا عَلَى اَيَادِي وَاَظَافِرَ يَهُودِيَّةٍ صَفَوِيَّةٍ صَلِيبِيَّةٍ شُيُوعِيَّةٍ عَلْمَانِيَّةٍ لِيبْرَالِيَّةٍ دَاعِشِيَّةٍ مَاسُونِيَّةٍ قَذِرَةٍ لَاهَمَّ لَهَا اِلَّا تَكْبِيرُ حَجْمِ الْقَضِيبِ الذَّكَرِيِّ الْجِنْسِيِّ وَتَضْخِيمُهُ وَاِعْطَاؤُهُ مِنَ الْفُحُولَةِ وَالْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ الْجِنْسِيَّةِ الشَّاذَّةِ الْاِبَاحِيَّةِ اَوِ الشَّرْعِيَّةِ الصَّحِيحَةِ، وَهَذَا مَايَسْعَى اِلَيْهِ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ وَاَذْنَابُهُمْ مِنَ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ مِنْ اَرْبَابِ الْخُمْسِ الْمُحَرَّمِ وَالْمُتْعَةِ الْجِنْسِيَّةِ السَّادِيَّةِ الْمُحَرَّمَةِ، وَهَذَا مَايُقَاتِلُونَ مِنْ اَجْلِ اِبَاحِيَّتِهِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ، نَعَمْ اَيُّها الْاِخْوَة: وَنَتَحَوَّلُ الْآَنَ عَنْ ذِكْرِ الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ وَمَايُشْعِرُونَنَا بِهِ دَائِماً مِنَ الْقَرَفِ وَالِاشْمِئْزَازِ وَالْغَثَيَانِ اِلَى ذِكْرِ الطَّهَارَةِ الْكُبْرَى وَهِيَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنَبِيُّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ذَكَرَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ مُعْتَرِفاً بِوُجُودِ هَذِهِ الْفِتْنَةِ التَّعَبُّدِيَّةِ كَمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ اَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَاَيْتُ رَسُولَ اللِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَعَلَيْهِمَا بُرْدَانِ اَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ مِنْ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَاَخَذَهُمَا فِي حُضْنِهِ، وَصَعِدَ بِهِمَا اِلَى الْمِنْبَرِ، وَقَالَ: رَاَيْتُ هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَعْثُرَانِ فِي مَشْيَتِهِمَا، فَلَمْ تُطَاوِعْنِي نَفْسِي، وَصَدَقَ اللهُ{اِنَّمَا اَمْوَالُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ فِتْنَة(عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: فَالْفِتْنَةُ مَوْجُودَةٌ حَتَّى عِنْدَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَا حَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِاَوْلَادِهِ فَقَطْ بَلْ لِاَحْفَادِهِ اَيْضاً؟ لِاَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ لَيْسُوا اَوْلَادَ الرَّسُولِ وَاِنَّمَا هُمْ اَوْلَادُ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام، نَعَمْ اَخِي: اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَرَاَى الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَلْبَسَانِ بُرْدَيْنِ اَحْمَرَيْنِ وَهُمَا يَعْثُرَانِ فِي مِشْيَتِهِمَا(يَتَفَرْكَشَانِ اَوْ يَتَدَعْفَرَانِ بِثَوْبِهِمَا وَهُمَا يَمْشِيَانِ(فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ حِينَمَا الْعَاطِفَةُ تَمَلَّكَتْهُ، فَنَزَلَ مِنْ عَلَى الْمِنْبَرِ، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ عَلَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ بِمَعْنَى فَوْقَ وَلَيْسَتْ حَرْفَ جَرٍّ وَاِنَّمَا هِيَ ظَرْفُ مَكَانٍ، ولذلكَ مِنْ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيْ مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ، فَاَخَذَهُمَا وَضَمَّهُمَا وَوَضَعَ اَحَدَهُمَا عَلَى يَمِينِهِ وَالْآَخَرَ عَلَى شِمَالِهِ وَقَالَ: صَدَقَ اللهُ فِي قَوْلِهِ{اِنَّمَا اَمْوَالُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ فِتْنَة وَاللهُ عِنْدَهُ اَجْرٌ عَظِيم(نَعَمْ اَخِي: وَنَفْهَمُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ: اَنَّ الْفِتْنَةَ مَوْجُودَةٌ: وَاَنَّ الِابْتِلَاءَ وَالِاخْتِبَارَ مَوْجُودٌ، نَعَمْ اَخِي: وَلَيْسَ الِابْتِلَاءُ وَالِاخْتِبَارُ دَلِيلاً عَلَى الرِّضَا اَوِ الْغَضَبِ الْاِلَهِيِّ، وَاِنَّمَا مَايَتَرَتَّبُ عَلَيْهِمَا اَوْ يَنْتُجُ عَنْهُمَا، نَعَمْ اَخِي: فَلَيْسَ اِعْطَاءُ اللهِ تَعَالَى لَكَ الْمَالَ دَلِيلاً عَلَى رِضَاهُ عَنْكَ اَوْ غَضَبِهِ عَلَيْكَ، نَعَمْ اَخِي: وَلَيْسَ حِرْمَانُ اللهِ لَكَ مِنَ الْمَالِ دَلِيلاً عَلَى هَذَا الرِّضَا اَوِ الْغَضَبِ، وَاِنَّمَا النَّتِيجَة هِيَ الدَّلِيلُ الْقَاطِعُ الْحَاسِمُ عَلَى رِضَا اللهِ اَوْ غَضَبِهِ (اِلَّا بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ لَاحِقَةٍ عَاجِلَةٍ بِشُرُوطِهَا الْمَعْرُوفَةِ وَمِنْهَا رَدُّ هَذِهِ الْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا الْمَبْخُوسِينَ اَوِ الْمَغْبُونِينَ اَوِ الْمَظْلُومِين) نعم اخي: فَمَنْ اَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى نِعْمَةً مِنَ النِّعَمِ، فَقَدِ ابْتَلَاهُ: بِمَعْنَى اخْتَبَرَهُ، فَهَلْ يَنْجَحُ فِي هَذَا الِاخْتَبَارِ؟ اَمْ لَايَنْجَحُ؟ فَاِذَا نَجَحَ فِي هَذَا الِاخْتِبَارِ، كَانَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ رِضاً مِنَ اللهِ عَلَيْهِ، وَاِذَا رَسَبَ فِي الِاخْتِبَارِ، كَانَتْ غَضَباً عَلَى الْاِنْسَانِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً: رِزْقُهُ ضَيِّقٌ، هَلْ ضِيقُ رِزْقِهِ يَدْفَعُهُ اِلَى السَّرِقَة؟ هَلْ يَدْفَعُهُ اِلَى الِاخْتِلَاسِ؟ هَلْ يَدْفَعُهُ اِلَى اَنْ يَسْلُكَ طُرُقاً غَيْرَ مَشْرُوعَةٍ؟ فَاِذَا لَمْ يَدْفَعْهُ اِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، كَانَ فَقْرُهُ خَيْراً لَهُ، وَاِذَا دَفَعَهُ اِلَى الشَّرِّ، كَانَ الْفَقْرُ شَرّاً عَلَيْهِ، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ الْغَنِيُّ: اِذَا لَمْ يَدْفَعْهُ غِنَاهُ اِلَى الشَّرِّ وَالْبَطَرِ وَالطُّغْيَانِ وَالْفَسَادِ فِي الْاَرْضِ وَالْبُخْلِ وَحَبْسِ حُقُوقِ النَّاسِ وَحَبْسِ حُقُوقِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَغَيْرِهِمْ عَنْ اِخْرَاجِهَا مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِ، كَانَ غِنَاهُ خَيْراً لَهُ، وَاَمَّا اِذَا دَفَعَهُ غِنَاهُ اِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، كَانَ غِنَاهُ شَرّاً عَلَيْهِ، فَهَلْ فَهِمْتَ الْآَنَ اَخِي حَقِيقَةَ الْمِيَزَانِ الْاِلَهِيِّ الرَّبَّانِيِّ الَّذِي يَزِنُ بِهِ النَّاسَ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ الدُّنْيَا يُعْطِيهَا اللهُ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِ، وَلِلْكَافِرِ! وَيُعْطِيهَا لِلطَّائِعِ، وَلِلْعَاصِي! بَلْ قَدْ تُفْتَحُ اَبْوَابُ الدُّنْيا عَلَى غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَلَى الْعُصَاةِ، اَكْثَرَ مِمَّا تُفْتَحُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَعَلَى الطَّائِعِين! لَكِنْ لَايَاْخُذَنَّكَ اَخِي ظَاهِرُ النِّعْمَةِ، وَلَايَخْدَعَنَّكَ، فَقَدْ يَكُونُ الْاِنْسَانُ يَعِيشُ فِي قُصُورٍ، وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُطْمَئِنِّ الْبَالِ! بَلْ يَخَافُ حَتَّى مِنَ الَّذِينَ هُمْ فِي الْقَصْرِ! وَكَمْ قَرَاْنَا فِي التَّارِيخِ كَثْرَةَ الْمُؤَامَرَاتِ! وَكَمْ صَارَتْ فِي الْقُصُورِ مِنْ خِيَانَاتٍ وَ مُؤَامَرَاتٍ عَلَى مُلُوكٍ وَاُمَرَاءَ، كَانَتْ سَبَباً فِي اِهْلَاكِهِمْ، فَلَا يُؤْخَذُ الْمُؤْمِنُ بِظَاهِرِ النِّعَمِ، وَلَاتَنْخَدِعْ بِهَا اَخِي الْمُؤْمِنُ؟ لِاَنَّهَا رُبَّمَا تَكُونُ فِي ظَاهِرِهَا نِعْمَة، وَمَاهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا وَتَدَاعِيَاتِهَا وَمَايَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا اِلَّا شَقَاءً قَدَرِيّاً لِهَذَا الْاِنْسَانِ، نَاتِجاً عَنْ سُخْرِيَةِ الْاَقْدَارِ الْاِلَهِيَّةِ، وَمَااَكْثَرَ سُخْرِيَةَ الْاَقْدَارِ الْاِلَهِيَّةِ الْحَكِيمَةِ عَلَى الْاِنْسَانِ وَالْجَانِّ، نَعَمْ اَخِي: تَرَاهُ يَمْلِكُ، وَيَمْلِكُ، وَيَمْلِكُ، وَعِنْدَهُ الْاَوْلَادُ، وَمَعَ ذَلِكَ تَرَاهُ دَائِماً هُوَ وَاَوْلَادُهُ فِي صِرَاعٍ! يُرِيدُونَ مِنْهُ الْمَالَ، وَهُوَ لَايُعْطِيهِمْ مَايُرِيدُونَ! فَيَعِيشُ هُوَ وَهُمْ فِي ضَنْكٍ مِنَ الْعَيْشِ لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ الْمَقْتِ الْاِلَهِيِّ النَّاتِجِ عَنِ الْخِلَافَاتِ وَالْعَدَاوَاتِ الَّتِي تَحْصَلُ فِيمَا بَيْنَ هَؤُلَاءِ، وَلَعَنَ اللهُ قَوْماً ضَاعَ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ، نعم اخي: فَاِذَا نُزِعَتِ الْقَنَاعَةُ مِنْ نَفْسِ الْاِنْسَانِ، عَاشَ فَقِيراً وَاِنْ كَانَ يَمْلِكُ الدُّنْيَا، وَلِذَلِكَ اَخِي: فَاِنَّ الطَّمَعَ هُوَ الشُّحُّ الْحَاضِرُ، نَعَمْ اَخِي: فَحِينَمَا يَطْمَعُ الْاِنْسَانُ وَيَجُوعُ بِجُوعِ الطَّمَعِ الَّذِي لَايَشْبَعُ، تَرَاهُ شَحِيحاً لَا عَلَى اَوْلَادِهِ وَاَهْلِهِ فَقَطْ، بَلْ عَلَى نَفْسِهِ اَيْضاً، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْمِسْكِينَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ الْبَخِيلُ الَّذِي يَحْرِمُ نَفْسَهُ قَبْلَ اَنْ يَحْرِمَ اَهْلَهُ وَاَوْلَادَهُ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي الْاَبُ الْغَنِيُّ: لَكِنْ اِيَّاكَ اَنْ تَفْهَمَ مِنْ كَلَامِي اَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تُعْطِيَ السُّفَهَاءَ مِنْ اَزْوَاجِكَ وَاَوْلَادِكَ مَايَجْعَلُكَ تُعْلِنُ اِفْلَاسَكَ مِنْ رُؤُوسِ اَمْوَالِكَ بَلْ وَاَرْبَاحِكَ اَيْضاً اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً! لَا يَااَخِي فَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ{وَلَاتُؤْتُوا السُّفَهَاءَ اَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً(أَيْ لَاتُؤْتُوهُمْ مِنَ الْاَمْوَالِ الضَّرُورِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِاُمُورِ مَعِيشَتِكُمْ وَتُؤَمِّنُ لَكُمْ وَلَهُمْ لُقْمَةَ الْعَيْشِ الضَّرُورِيَّةَ وَالْكِسْوَةَ الضَّرُورِيَّة، لَكِنْ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ مِنْ كَلَامِي اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تُوَسِّعَ عَلَى زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ اِذَا وَسَّعَ اللهُ عَلَيْكَ، لَا يَااَخِي فَاللهُ تَعَالَى يَقُول{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ( لَكِنْ اِيَّاكَ اَيْضاً اَخِي اَنْ تَفْهَمَ مِنْ كَلَامِي اَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اِذَا ضَيَّقَ اللهُ عَلَيْكَ فِي رِزْقِكَ وَلَمْ يَجْلِبْ لَكَ اِلَّا الْقَلِيلَ مِنَ الْاَرْبَاحِ فِي رَاْسِ مَالِكَ اَنْ تَجْعَلَ زَوْجَتَكَ السَّفِيهَةَ وَاَوْلَادَكَ السُّفَهَاءَ(وَلَوْ كَانُوا مُخَامِرِينَ مُقَامِرِينَ( يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْمَرَضِ وَالْعُرِيِّ وَالْبَرْدِ، لَا يَااَخِي، فَاللهُ تَعَالَى يَاْمُرُكَ اَنْ تُعَامِلَ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءَ مِنْ زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ وَاَبَوَيْكَ وَاَرْحَامِكَ وَغَيْرَهُمْ عَلَى الطَّرِيقَةِ التَّالِيَة{وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا(مِنْ هَذِهِ الْاَرْبَاحِ الْقَلِيلَةِ مَالَايَقْضِي عَلَى رَاْسِ الْمَالِ بِاَكْمَلِهِ{وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً{فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً{وَالَّذِينَ اِذَا اَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا، وَلَمْ يَقْتُرُوا، وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً(أَيْ حَدّاً وَسَطاً مُعْتَدِلاً{وَلَاتَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً اِلَى عُنُقِكَ، وَلَاتَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً( نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا دَائِماً اَنْ نَنْظُرَ اِلَى هَذِهِ الْآَيَاتِ بِتَدَبُّرٍ وَفَهْمٍ صَحِيحٍ: وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَاَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ( فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تُطِيعَ وَلَدَكَ اَوْ وَالِدَكَ اَوْ زَوْجَتَكَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، نَعَمْ اَخِي: تَرَاهُ وَقَدِ اشْتَرَى لِوَلَدِهِ سَيَّارَةً فَخْمَةً قِيمَتُهَا عَشْرُ مَلَايِينِ لَيْرَةٍ مَثَلاً! لَكِنَّ وَلَدَهُ لَا يُعْجِبُهُ الْعَجَبُ! وَاِنَّمَا نَظَرَ اِلَى ابْنِ الْجِيرَانِ الَّذِي اشْتَرَى لَهُ وَالِدُهُ سَيَّارَةً اُخْرَى بِقِيمَةِ عِشْرِينَ مِلْيُونِ لَيْرَة! فَيَاْتِي الْوَلِدُ اِلَى اَبِيهِ وَيَتَدَلَّلُ عَلَيْهِ وَيَتَدَلَّعُ وَيَتَغَنَّجُ، فَاِذَا رَفَضَ وَالِدُهُ الْفِكْرَةَ، فَاِنَّهُ يَزْعَلُ وَيَاْخُذُ عَلَى خَاطِرِهِ كَسْراً، فَيَاْتِي وَالِدُهُ مِنْ اَجْلِ جَبْرِ خَاطِرِهِ اِلَى رَصِيدِهِ فِي الْبُنُوكِ، بَلْ رُبَّمَا اقْتَرَضَ بِالرِّبَا!؟ مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ وَلَدِهِ بِسَيَّارَةٍ اَفْخَمَ اُخْرَى كَالَّتِي لَدَى ابْنِ الْجِيرَانِ، اَوْ رُبَّمَا اَحْسَنَ مِنْهَا، نَعَمْ اَخِي: وَهُنَا تَظْهَرُ الْفِتْنَةُ التَّعَبُّدِيَّةُ الرَّبَّانِيَّةُ فِي الْاَوْلَادِ، فَهَلْ هَذِهِ فِتْنَةُ خَيْرٍ؟ اَمْ فِتْنَةُ شَرٍّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: صَارَتْ شَرّاً وَانْقَلَبَتْ اِلَى شَرٍّ؟ بِسَبَبِ لَعْنَةِ الرِّبَا الَّتِي لَامَثِيلَ لَهَا مِنْ اَجْلِ تَاْمِين ِالْكَمَالِيَّاتِ مِنَ السَّيَّارَاتِ الْفَخْمَةِ وَغَيْرِهَا، وَيَالَيْتَهَا كَانَتْ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ الضَّرُورِيَّاتِ الْمَعِيشِيَّةِ الْمُهْلِكَةِ بِفُقْدَانِهَا، وَنَحْنُ وَاِنْ كُنَّا مِنْ بَابِ الْوَرَعِ غَيْرِ الْمُلْزِمِ نَنْصَحُ بِالِابْتِعَادِ عَنِ الِاقْتِرَاضِ بِالرِّبَا وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى الْهَلَاكِ، وَلَكِنَّنَا مَعَ ذَلِكَ نُفْتِي بِاِبَاحَةِ هَذَا الاقْتِرَاضِ الرِّبَوِيِّ فِي حَالَةِ الْخَوْفِ مِنَ الْهَلَاكِ فَقَطْ، وَمِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ مَسْكَنٍ شَرْعِيٍّ يَخَافُ بِسَبَبِ فُقْدَانِهِ الْمُقْتَرِضُ عَلَى عِرْضِهِ اِنْ بَقِيَ مُشَرَّداً فِي الشَّوَارِعِ وَالْخِيَامِ ؟ لِاَنَّ الْعِرْضَ هُوَ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ الْخَمْسِ الَّتِي اَمَرَ الْاِسْلَامُ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا فِي مَسْكَنٍ شَرْعِيٍّ مُلَائِمٍ، نعم اخي : وَلِذَلِكَ كُلُّ هَذِهِ الصِّلَاتِ، وَكُلُّ هَذِهِ الرَّغَبَاتِ الَّتِي يُحَقِّقُهَا الْاِنْسَانُ لِنَفْسِهِ، اَوْ لِوَلَدِهِ، او لِزَوْجِهِ، اَوْ لِغَيْرِهِمَا مِنْ هَذِهِ الْفَخَامَةِ الرِّبَوِيَّةِ الْمُحَرَّمَةِ، وَفِيهَا مَافِيهَا مِنْ مَعْصِيَةٍ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَتَكُونُ نَدَامَةً عَلَى هَذَا الْاِنْسَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَعْطَانَا الْعِلَاجَ النَّفْسِيَّ لِهَذَا الشَّوْقِ وَاللَّوْعَةِ وَسَيَلَانِ اللُّعَابِ اِلَى هَذَا التَّرَفِ الْفَخْمِ الْمُسْرِفِ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَيَّارَاتٍ فَخْمَةٍ وَغَيْرِهَا فَمَا هُوَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هُوَ اَنْ نَنْظُرَ بِالنِّسْبَةِ لِلدُّنْيَا اِلَى مَنْ هُوَ دُونَنَا، وَاَنْ نَنْظُرَ بِالنِّسْبَةِ لِلدِّينِ اِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَنَا، نَعَمْ اَخِي: فَكُلَّمَا ارْتَفَعْنَا بِقِيَمِ هَذَا الدِّينِ وَاَخْلَاقِهِ، اِرْتَقَيْنَا، وَكُلَّمَا *ارْتَفَعْنَا بِقِيَمِ الْمَادَّةِ الْمُتَجَرِّدَةِ وَاَخْلَاقِهَا الصَّفَوِيَّةِ الْخُمْسِيَّةِ الْمُتْعِيَّةِ، وَالْبُورُجْوَازِيَّةِ، وَالرَّاْسِمَالِيَّةِ، وَالْاِقْطَاعِيَّةِ، وَالِاشْتِرَاكِيَّةِ، وَالْعَلْمَانِيَّةِ، وَاللِّيبْرَالِيَّةِ، وَالْمَاسُونِيَّةِ، وَالْوَضْعِيَّةِ غَيْرِ الْمَشْرُوعَةِ الَّتِي تَحْتَاجُ جَمِيعاً اِلَى غَرْبَلَةٍ وَتَمْحِيصٍ لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَيْهِ بِوُجُودِ الْاَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ الْاِسْلَامِيَّةِ، *اِنْخَفَضْنَا، وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِيَّاكُمْ وَالسَّرِقَة، اِيَّاكُمْ وَالْغِشَّ وَالْغُبْنَ وَالتَّدْلِيسَ، اِيَّاكُمْ وَالِاحْتِكَارَ، اِيَّاكُمْ وَالِاخْتِلَاسَ، اِيَّاكُمْ وَالرَّشْوَةَ، اِيَّاكُمْ وَاَكْلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، اِيَّاكُمْ وَالرِّبَا الَّذِي يَمْحَقُ اللهُ بِسَبَبِهِ الْبَرَكَةَ مِنْ بِلَادِكُمْ مَحْقاً، وَيُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ بِسَبَبِهِ مِنَ الْمَصَائِبِ الْهَائِلَةِ وَالْاَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ الَّتِي سَتَصْرِفُونَ عَلَى عِلَاجِهَا مِنَ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ مَهْمَا انْتَعَشَ اقْتِصَادُكُمْ، وَمَهْمَا رَبِحَتْ رُؤُوسُ اَمْوَالِكُمْ، بَلْ وَلَوِ امْتَلَكْتُمْ جَمِيعَ الْعُمْلَاتِ الصَّعْبَةِ، بَلْ هُوَ مِنْ اَكْبَرِ اَسْبَابِ هَزِيمَتِكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْفُضَلَاءُ فِي الثَّوْرَةِ السُّورِيَّةِ الْمُبَارَكَةِ، نَعَمْ اَخِي: عِنْدَكَ بَيْتٌ مَسَاحَتُهُ صَغِيرَةٌ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ غُرْفَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ، يَامَا نَاسْ لَيْسَ لَدَيْهِمْ غُرْفَةٌ وَاحِدَةٌ يَسْكُنُونَ فِيهَا، نَعَمْ اَخِي: فَحِينَمَا هَذِهِ الْاُمُورُ تَشْعُرُ بِهَا، فَاِنَّهَا تَجْعَلُكَ فِي رَاحَةٍ دَائِمَةٍ وَلَوْ لَمْ تَمْلِكْ مِنْ ثَرَوَاتِ الْعَالَمِ اِلَّا هَذِهِ الثَّرْوَةَ لَكَفَى اَلَا وَهِيَ الْقَنَاعَة، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ حِينَمَا النَّاسُ يَنْحَرِفُونَ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ، فَاِنَّهُمْ يَعْبُدُونَ اَشْيَاءَ كَثِيرَةً مُتَعَدِّدَةً، مِنْهَا مَايَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَار، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَاِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ(نَعَمْ اَخِي: يَدْعُو عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ بِالتَّعَاسَةِ، وَيُخْبِرُنَا عَنْ تَعَاسَتِهِ، فَمَاهِيَ التَّعَاسَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: تَعِسَ بِمَعْنَى: شَقِيَ وَخَابَ وَخَسِرَ، نَعَمْ اَخِي [تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَار(قَدْ يَقُولُ قَائِل: لَمْ نَرَ اَحَداً يَاْتِي بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ وَيُصَلِّي وَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ لَهُ! وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَا لَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي فَهِمْتَ، وَاِنَّمَا الْمَقْصُودُ مِنْهُ اَنَّ هَذَا الشَّقِيَّ الْخَائِبَ الْخَاسِرَ التَّعِسَ يَعْصِي اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ اَجْلِ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ، كَمَا اَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَايَرْكَعُونَ وَلَايَسْجُدُونَ لِاَحْبَارِهِمْ وَرُهْبَانِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ يَعْصُونَ اللهَ تَعَالَى مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ اَحْبَارِهِمْ وَرُهْبَانِهِمُ الَّذٍينَ اَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ فَاَطَاعُوهُمْ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ فَاَطَاعُوهُمْ اَيْضاً، وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِتَّخَذُوا اَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ اَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ(قَدْ يَقُولُ قَائِل: وَلَكِنَّ الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ لَمْ يُحَلِّلْ لَهُمُ الْحَرَامَ، وَلَمْ يُحَرِّمْ عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ، فَكَيْفَ يَعْبُدُونَهُ وَيَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ لَهُ!؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: عَلَيْكَ اَنْ تَفْهَمَ هَذِهِ الْآَيَةَ جَيِّداً، فَهُمْ قَبْلَ اَنْ يَتَّخِذُوا الْمَسِيحَ رَبّاً، اِتَّخَذُوا اَرْبَاباً مِنْ اَحْبَارِهِمْ وَرُهْبَانِهِمُ الشَّيِاطِينِ الَّذِينَ دَلَّهُمْ فَرِيقٌ مِنْهُمْ عَلَى عِبَادَةِ الْمَسِيحِ، وَدَلَّهُمُ الْفَرِيقُ الْآَخَرُ الْيَهُودِيُّ عَلَى الْكُفْرِ بِالْمَسِيحِ وَاتِّهَامِ اُمِّهِ بِالزِّنَى وَاتِّهَامِهِ بِابْنِ الزِّنَى، فَجَاءَ الْاِسْلَامُ لِيُكَذِّبَ هَؤُلَاءِ وَهُؤَلَاءِ: بِقَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ الْمَسِيحِ فِي اَوَّلِ كَلِمَةٍ نَطَقَ بِهَا عَلَيْهِ السَّلَامُ مُذْ كَانَ طِفْلاً رَضِيعاً{ قَالَ اِنِّي عَبْدُ اللهِ( وَفِي آَخِرِ كَلِمَةٍ يَنْطِقُهَا عِنْدَ فَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ{مَاقُلْتُ لَهُمْ اِلَّا مَااَمَرْتَنِي بِهِ: اَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ، وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَادُمْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ اَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ{وَحَسِبُوا اَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا، ثُمَّ تَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون؟ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللَهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ(نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ كَذَّبَ اللهُ الْيَهُودَ{بِاِثْمِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ اِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ، وَمَاقَتَلُوهُ، وَمَاصَلَبُوهُ، وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ(وَاَمَّا النَّصَارَى الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَةُ: فَقَدْ كَذَّبُوا اللهَ الَّذِي حَكَمَ بِطَهَارَةِ الْمَسِيحِ وَ طَهَارَةِ اُمِّهِ فِي قُرْآَنِهِ الْكَرِيمِ{يَامَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ( وَصَدَّقُوا الْيَهُودَ الَّذِينَ نَجَّسُوهُمَا بِاَلْسِنَتِهِمُ الْقَذِرَةِ، نَعَمْ صَدَّقُوهُمْ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ وَبِكُفْرٍ لَامَثِيلَ لَهُ فِي قَضِيَّةِ صَلْبِ الْمَسِيحِ وَقَتْلِهِ عَلَيْهِمْ لَعَائِنُ اللهِ جَمِيعاً وَهِيَ الطَّرْدُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنْ لَمْ يَعُودُوا اِلَى التَّوْحِيدِ الصَّحِيح، نَعَمْ اَخِي:[تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ( وَهُوَ الَّذِي يَعْصِي اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ اَجْلِ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ، فَهَذَا انْحَرَفَ عَنْ طَاعَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: حِينَمَا جَعَلَ الدِّرْهَمَ وَالدِّينَارَ اَقْرَبَ اِلَى نَفْسِهِ وَقَلْبِهِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، نَعَمْ اَخِي: اَلدِّرْهَمَ، وَالدِّينَارَ، وَالدُّولَارَ، وَالْيُورُو، وَعُمْلَاتٍ صَعْبَةً اُخْرَى، وَغَيْرَ صَعْبَةٍ، لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى، وَالنَّاسُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى يُعَاقِبُهُمْ سُبْحَانَهُ عُقُوبَاتٍ مُتَدَرِّجَةً شَيْئاً فَشَيْئاً لِمَاذَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي قَوْلَهُ تَعَالَى{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ اَيْدِي النَّاسِ( مِنَ الْكَسْبِ الْحَرَامِ{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(اِلَى اللهِ تَعَالَى بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ يُصْلِحُونَ بِهَا مَا اَفْسَدُوا فِي الْاَرْضِ قَدْرَ الْاِمْكَانِ{وَلَايُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا( وَهَذَا الَّذِي نَقُولُهُ هُوَ اَضْعَفُ الْاِيمَانِ، وَاِلَّا فَاِنَّ الْاِيمَانَ يَقْتَضِي مِنَ التَّائِبِينَ رَدَّ جَمِيعِ الْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا، نَعَمْ اَخِي: تَرَاهُمْ يَمْلِكُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ الْكَثِيرَةِ! وَلَكِنَّهُمْ دَائِماً فِي قَلَقٍ وَاضْطِّرَابٍ نَفْسِيٍّ مَحْمُومٍ لَامَثِيلَ لَهُ، خَائِفُونَ مِنَ اللَّيْرَةِ، بَلْ لَا تَسْمَعُ ذِكْراً لِلهِ! وَلَا طَلَباً لِلْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ فِي اَحَادِيثِهِمْ اَبَداً! بَلْ لَايَهُمُّهُمْ اِلَّا اللَّيْرَةُ! وَتَرَاهُمْ دَائِماً مَحْمُومِينَ بِحُمَّى اللَّيْرَةِ وَسُعَارِهَا الْجِنْسِيِّ! عَفْواً اَخِي اَقْصُدُ سُعَارَهَا الْمَادِّيَّ الَّذِي لَايَتَوَقَّفُ جُوعُهُ وَلَا سَيَلَانُ لُعَابِهِ عَنِ الطَّمَعِ اَبَداً! فَتَرَاهُمْ لَاهَمَّ لَهُمْ اِلَّا اللَّيْرَةُ! وَخَاصَّةً حِينَمَا يَتَنَاوَلُ اَحَدُهُمْ سَمَّاعَةَ الْهَاتِفِ: اَلُو نَعَمْ! قَبْلَ السَّلَامِ! وَقَبْلَ الْكَلَامِ! وَقَبْلَ الْاِسْلَامِ! وَقَبْلَ اللهِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ الَّذِي لَاتُعَدُّ نِعَمُهُ وَلَاتُحْصَى: اُرِيدُ اَنْ اَطْمَئِنَّ اَوّلاً عَلَى صِحَّةِ رَبِّي وَمَعْبُودِي الدِّرْهَمُ وَالدِّينَارُ وَالدُّولَارُ وَاللَّيْرَة! فَهَلِ ارْتَفَعَتِ اللَّيْرَة! هَلِ انْخَفَضَتِ اللَّيْرَة! اَرْجُوكَ: اُرِيدُ اَيْضاً اَنْ اَطْمَئِنَّ عَلَى صِحَّةِ رَبِّي وَمَعْبُودِي الْآَخَرِ وَهُوَ الدُّولَارُ! هَلِ ارْتَفَعَ الدُّولَار! هَلِ انْخَفَضَ الدُّولَار! نَعَمْ اَخِي: فَتَرَاهُمْ يَعِيشُونَ فِي قَلَقٍ وَتَكُونُ النِّعْمَةُ سَبَباً فِي تَعْذِيبِهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يُعْطُوا حَقَّ اللهِ تَعَالَى؟ وَلَا حَقَّ الْعِبَادِ فِي هَذِهِ النِّعْمَةِ؟ فَتَنْقَلِبُ النِّعْمَةُ اِلَى نَقْمَةٍ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا التَّاجِرُ الْغَنِيُّ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ، وَيُؤَدِّي حَقَّ عِبَادِهِ، فَهَنِيئاً لَهُ، فَمَهْمَا اَصَابَهُ مِنْ لَوْعَةٍ وَحُرْقَةٍ وَغُصَّةٍ وَاَلَمٍ عَلَى الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ وَالدُّولَارِ وَاللَّيْرَةِ، فَهَذِهِ لَيْسَتْ لَعْنَةً، وَاِنَّمَا هِيَ اَجْرٌ عَظِيمٌ مُضَاعَفٌ مَقْبُولٌ عِنْدَ اللهِ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ؟ مُكَافَاَةً لَهُ وَلِلْفَقِيرِ اَيْضاً عَلَى مَا صَبَرَا وَتَحَمَّلَا مِنَ الِاخْتِبَارِ وَالِابْتِلَاءِ الْفِتْنَوِيِّ الْاِلَهِيِّ التَّعَبُّدِيِّ فِي عِبَادَتَيِ الشُّكْرِ وَالصَّبْرِ مَعاً وَمُكَافَاَةً لَهُمَا اَيْضاً عَلَى قَوْلِهِمَا اُسْوَةً بِقَوْلِ نَبِيِّ اللهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ{ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي اَاَشْكُرُ اَمْ اَكْفُرُ{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَاِلَيْنَا تُرْجَعُون{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ، وَالْجُوعِ، وَنَقْصٍ مِنَ الْاَمْوَالِ، وَالْاَنْفُسِ، وَالثَّمَرَاتِ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{اُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَة( وَسَيُعَوِّضَهُمَا سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا الْاَلَمِ وَالْحُرْقَةِ وَالْغَصَّةِ وَاللَّوْعَةِ حَلَاوَةَ اِيمَانٍ يَجِدَانِهَا فِي قُلُوبِهِمَا فِي الدُّنْيَا وَنَعِيماً مُقِيماً اَبَدِيّاً فِي الْآَخِرَة، نَعَمْ اَخِي الْفَقِيرُ الصَّابِرُ الشَّاكِر، نَعَمْ اَخِي الْغَنِيُّ الشَّاكِرُ الصَّابِر: حَتَّى الشَّوْكَةُ الَّتِي يُشَاكُهَا الْمُؤْمِنُ، يُكَفِّرُ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ، وَيَمْحُوهَا، وَيَرْفَعُ لَهُ بِهَا مِنْ دَرَجَاتِهِ، وَيَزِيدُ لَهُ بِهَا فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ، وَاَمَّا عَبْدُ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ وَالْخَمِيصَةِ وَالْقَطِيفَةِ، فَاِنَّ رَسُولَ اللهِ يَدْعُو عَلَيْهِ اَنْ تَنْحَرَهُ هَذِهِ الشَّوْكَةُ اَلَماً وَقَيْحاً وَدَماً كَمَا سَيَاْتِي، نَعَمْ اَخِي: اَلنَّاسُ الْآَنَ فِي اَيَّامِنَا: عَبَدُوا الدِّرْهَمَ وَالدِّينَارَ، وَعَبَدُوا الْمَالَ، وَعَبَدُوا الْمَادَّةَ، كَمَا اَنَّ بَنِي اِسْرَائِيلَ وَالدُّرُوزَ وَالْهِنْدُوسَ عَبَدُوا بَقَرَةً وَعِجْلاً ذَهَبِيّاً مَصْنُوعاً مِنَ الْمَادَّةِ وَالْحُلِيِّ وَالْمُجَوْهَرَاتِ وَطَافُوا حَوْلَهُ بِاَجْسَامِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا النَّاسُ فِي اَيَّامِنَا: فَاِنَّهَا تَطُوفُ حَوْلَ الْمَادَّةِ بِقُلُوبِهَا وَعُقُولِهَا وَلَوْ لَمْ يَطُوفُوا بِاَجْسَادِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَالْقُلُوبُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ تَعَلَّقَتْ بِالْمَادَّةِ وَحْدَهَا، وَنَسِيَتْ هَذِهِ الْقُلُوبُ الْمُنْعِمَ بِهَذِهِ الْمَادَّةِ عَلَيْهَا الْمُتَفَضِّلَ الْحَنَّانَ الْمَنَّانَ وَهُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلِذَلِكَ عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْتَبِهُوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ جَيِّداً وَتَحْذَرُوا مِنْ خَطَرِ الْعُقُوبَةِ الرَّبَّانِيَّةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا غَالِباً لَاتَاْتِي دَفْعَةً وَاحِدَةً، بَلْ تَاْتِي بِالتَّدَرُّجِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ(لِمَاذَا؟{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ(لِاَنَّ اللهَ يَقُولُ لِلظَّالِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَقَدْ اَمْلَيْتُ لَكُمْ كَثِيراً، وَتَرَكْتُ لَكُمُ الْحَبْلَ عَلَى غَارِبِهِ، فَلَمْ تَسْتَجِيبُوا لِي، ثُمَّ بَعَثْتُ لَكُمْ مِنَ النَّحْلِ الْهَائِلِ وَالدَّبَابِيرِ مَا يَقْرُصُكُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً وَيَلْسَعُكُمْ؟ لِتَصِلُوا اِلَى عَسَلِ التَّوْحِيدِ وَالْحَلَالِ الصَّافِي، وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَسْتَجِيبُوا لِي؟ لِاَنَّكُمْ لَاتُرِيدُونَ اَنْ تَذُوقُوا مِنْ عَسَلِي، بَلْ مِنْ عَسَلِ الشَّيَاطِينِ الَّتِي{اَرْسَلْنَاهَا عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ اَزّاً(بَلْ لَايَحْلُو لَكُمْ اَنْ تَسْتَمِعُوا اِلَى اَزِيزِ نَحْلِي وَقُرْآَنِي، وَاِنَّمَا يَحْلُو لَكُمْ اَنْ تَسْتَمِعُوا اِلَى اَزِيزِ الشَّيَاطِينِ الَّتِي{تُنْسِيكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ (مِنْ عِبَادِي الذَّاكِرِينَ {تَضْحَكُونَ، اِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا(عَلَى قَرْصِ نَحْلِي وَدَبَابِيرِي وَاسْتَجَابُوا لِي وَصَبَرُوا عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لِي اَيْضاً{ اَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ{بِاَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً{وَاَنْهَارٍ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ، وَاَنْهَارٍ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَاَنْهَارٍ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ(فَهَلْ مَثَلُ هَؤُلَاءِ كَمَثَلِ{مَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ اَمْعَاءَهُمْ( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ، وَاُمْلِي لَهُمْ، اِنَّ كَيْدِي مَتِين( اِنَّهُ الِاسْتِدْرَاجُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: كَمَا يَسْتَدْرِجُ الصَّيَّادُ الطَّيْرَ، وَيَضَعُ لَهُ الْفَخَّ، وَيُرَاقِبُهُ ثُمَّ يُرَاقِبُهُ ثُمَّ يُرَاقِبُهُ، حَتَّى يَقْتَرِبَ الطَّيْرُ مِنْهُ وَيَقَعَ فِيهِ مُطْبِقاً عَلَيْهِ بِاِحْكَام، وَلِذَلِكَ لِلهِ الْمَثَلُ الْاَعْلَى اَيُّهَا الْاِخْوَة {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ اِلَى السُّجُودِ فَلَايَسْتَطِيعُونَ، خَاشِعَةً اَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ، وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ اِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ، فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ، وَاُمْلِي لَهُمْ اِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ{وَلَيْسَ كَيْداً ضَعِيفاً كَكَيْدِ الشَّيْطَانِ، فَاِذَا كُنْتُمْ تَحْذَرُونَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَحْذَرُوا مِنْ كَيْدِي اَيْضاً؟ لِاَنَّ كَيْدِي اَقْوَى{وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَافِي اَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ(وَاَمَّا الشَّيْطَانُ فَلَايَعْلَمُ مَافِي اَنْفُسِكُمْ، وَاَمَّا اللهُ فَاِنَّهُ{يَعْلَمُ السِّرَّ وَاَخْفَى(وَلَوْ كَانَ مَافِي اَنْفُسِكُمْ اَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فَلَايَخْفَى عَلَى الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاِذَا كُنْتُمْ لَاتَحْذَرُونَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الضَّعِيفِ، فَاحْذَرُوا؟ لِاَنَّ الْخَبِيثَ يُرِيدُ اَنْ يُوقِعَكُمْ فِي كَيْدٍ اَقْوَى مِنْ كَيْدِهِ وَهُوَ كَيْدُ اللهِ تَعَالَى، فَلِمَاذَا لَانَتَّعِظُ بِالْقُرْآَن ِاَيُّهَا الْاِخْوَة!؟ فَانْظُرُوا الْآَنَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اِلَى الْعَدَدِ الْقَلِيلِ الْمُتَفَقِّهِ فِي دِينِ اللهِ فِي الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا، وَقَدْ كَانَ صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ يَغْضَبُونَ غَضَباً شَدِيداً اِذَا فَاتَهُمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ وَلَوْ بِسَبَبِ الْجِهَادِ الْمُقَدَّسِ، فَانْظُرُوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِلَى الْمَلَاهِي وَمَافِيهَا مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ فِيهَا بِكَمِّيَّاتٍ هَائِلَةٍ وَعَدَدُهُمْ اَكْثَرُ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً مِنْ عَدَدِ الْجَالِسِينَ فِي الْمَسَاجِدِ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ! فَمِنْ اَيْنَ سَيَرْحَمُنَا اللهُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ! وَنَحْنُ نَكْرَهُ دِينَنَا! بَلْ يَزْدَادُ كُرْهُنَا لَهُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ! فَاَنْتَ اَخِي اِذَا لَمْ تَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ، فَاَنْتَ لَاتُحِبُّ الدِّينَ اَبَداً، لِاَنَّكَ سَتَبْقَى عَدُوّاً لِلدِّينِ الَّذِي تَجْهَلُهُ، لَكِنَّكَ كُلَّمَا فَقِهْتَ فِي دِينِ اللهِ الْاِسْلَامِيِّ، اَحْبَبْتَ الدِّينَ اَكْثَرَ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ{قُلْ اِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي(اَوَّلاً بِاَوَّلِ مَااُنْزِلَ عَلَيَّ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اِقْرَاْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْاِنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَم( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة[تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ(نَعَمْ اَخِي: وَالْخَمِيصَةُ هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ ثَوْبٍ جَمِيلٍ فِيهِ اَلْوَانٌ زَاهِيَةٌ، فَهَذَا يُسَمَّى خَمِيصَة[تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ(وَالْقَطِيفَةُ اَخِي: هِيَ الدِّثَارُ الَّذِي تَتَغَطَّى بِهِ، وَكَانَ يُصْنَعُ فِي الْيَمَنِ وَلَهُ حَوَاشِي جَمِيلَة(نَعَمْ اَخِي: وَالْمَعْنَى مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: هُوَ اَنَّ النَّاسَ سَيَصِلُونَ اِلَى وَقْتٍ لَايَهْتَمُّونَ فِيهِ اِلَّا بِالْمَظْهَرِ! مَاذَا سَيَلْبُسُ! وَمَاذَا سَيَاْكُلُ! وَمَاذَا سَيَشْرَبُ! وَهَذَا الْمُودِيلُ هَلْ هُوَ مِنَ الْمُوضَةِ الدَّارِجَةِ! وَهَذَا الْمُودِيلُ هَلْ هُوَ مِنَ الْمُوضَةِ الْبَاطِلَةِ! وَهَذَا كَذَا وَكَذَا! وَلَاتَرَى اِلَّا الْبَنْطَلُونَاتِ الْمُشَحَّطَةَ! وَالْمُشَفَّطَةَ! وَالْمَمْسُوحَةَ! وَتَرَاهُ كَمَا تَرَى الْخِنْزِيرَ وَهُوَ سَاجِدٌ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الْبَاطِلَةِ بِوَقَاحَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا، دُونَ اَنْ يُلْقِيَ بَالاً اِلَى مَقْعَدَتِهِ(طِيزِهِ(الَّتِي تَظْهَرُ لِلنَّاسِ الَّذِينَ وَرَاءَهُ عَلَناً مُشْعِراً اِيَّاهُمْ بِقَرَفٍ وَاشْمِئْزَازٍ لَامَثِيلَ لَهُ، وَلِمَاذَا كُلُّ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هَلْ تَحْتَاجُ هَذِهِ الْمَسْاَلَةُ اِلَى اثْنَيْنِ لِيَتَكَلَّمُوا فِيهَا! طَبْعاً؟ لِاَنَّ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ الْيَهُودَ الْخَوَنَةَ وَاِخْوَانُهُمْ مِنَ الْخَوَنَةِ الْخَنَازِيرَ الصُّلْبَانَ: هُمُ الَّذِينَ قَامُوا بِتَفْصِيلِ هَذِهِ الثِّيَابِ، وَبَعَثُوهَا لَنَا مِنْ بَلَادِ الْخَمْرِ، وَالْمَيْسِرِ، وَالْمُخَدِّرَاتِ، وَالْعُهْرِ، وَالدَّعَارَةِ، وَالْفُجُورِ، وَالزِّنَى، وَاللِّوَاطِ، وَالسِّحَاقِ، وَنِكَاحِ الْبَهَائِمِ، وَالْمَحَارِمِ، فِي بَارِيسَ وَلَنْدَنْ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَلِذَلِكَ لَابُدَّ لَنَا اَنْ نُطِيعَ هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ الْخَنَازِيرَ الصُّلْبَانَ الْاَنْجَاسَ الْاَقْذَارَ الْاَوْسَاخَ الْحُثَالَةَ فِيمَا يُفَصِّلُونَهُ وَيَخِيطُونَهُ لَنَا مِنَ الثِّيَابِ! وَاِلَّا كُنَّا مُتَاَخِّرِينَ مُتَخَلِّفِينَ رَجْعِيِّينَ لَاحَضَارِيِّينَ! وَلَابُدَّ مِنْ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الدَّوْلَةِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقُومَ الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ شَدِيدُ الْعِقَابِ سُبْحَانَهُ: بِفَصْلِ رُؤُوسِنَا عَنْ اَجْسَادِنَا! بِمَا يُسَلِّطُهُ عَلَيْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ الْمُتَطَرِّفِين! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَلنَّاسُ فِي اَيَّامِنَا لَمْ يَعُودُوا يَهْتَمُّونَ بِالْقِيَمِ وَالْاَخْلَاقِ اَبَداً! وَاِنَّمَا يَهْتَمُّونَ بِالْمَظَاهِرِ وَالْمُودِيلَّاتِ وَالْمُوضَةِ فَقَطْ! نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ عِنْدَهُمْ نَقْصٌ فِي شَخْصِيَّتِهِمْ وَضَعْفُ ثِقَةٍ شَدِيدٌ فِي اَنْفُسِهِمْ يَعْقُبُهُ مَرَضٌ نَفْسِيٌّ خَطِيرٌ! مَاهُوَ هَذَا الْمَرَضُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِنَّهُ مَرَضُ حُبِّ الظُّهُورِ! نَعَمْ اَخِي: تَرَاهُ لَابَارَكَ اللهُ فِيهِ وَلَا بِاَمْثَالِهِ! يَغْضَبُ عَلَيْكَ! وَيَزْعَلُ مِنْكَ! وَيَعْتُبُ عَلَيْكَ! اِذَا لَمْ تَفْتَحْ لَهُ بَابَ السَّيَّارَةِ! وَلَمْ تَقُمْ لَهُ بِالْخُضُوعِ! وَالِانْحِنَاءِ! وَالتَّحِيَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ! اَوِ الْمَدَنِيَّةِ! وَالْمَدْحِ! وَالِاحْتِرَامِ الْمُبَالَغِ فِيهِ! بَلْ رُبَّمَا لَايَرْضَى مِنْكَ اِلَّا اَنْ تَفْرِشَ لَهُ السَّجَّادَ الْاَحْمَرَ! فَهَذَا هُوَ اَخِي الْمَرَضُ النَّفْسِيُّ الْخَطِيرُ بِعَيْنِهِ الَّذِي يَدْعُو رَسُولُ اللهِ عَلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ اَلَّا يُعَافِيَهُمْ مِنْهُ اَبَداً! وَاَنْ يَنْتَكِسُوا وَيَعُودُوا مِنْ جَدِيدٍ اِلَى هَذَا الْمَرَضِ الْغُرُورِيِّ الْمُتَعَجْرِفِ مِنْ جُنُونِ الْعَظَمَةِ وَلَوْ بَعْدَ شِفَائِهِمْ مِنْهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ يُنَازِعُونَ اللهَ وَيُنَافِسُونَهُ فِي عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَجَلَالِهِ، وَرُبَّمَا يُسْبِلُونَ اِزَارَهُمْ وَيَجُرُّونَ ثِيَابَهُمْ اَيْضاً عَلَى الْاَرْضِ وَهُمْ يَمْشُونَ مُتَعَجْرِفِينَ تَكَبُّراً عَلَى اللهِ! وَتَكَبُّراً عَلَى خَلْقِ اللهِ! وَلِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَاِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ( نَعَمْ اَخِي: حِينَمَا الْاِنْسَانُ مِنَّا يَكُونُ مَرِيضاً، ثُمَّ يُعَافَى مِنْ مَرَضِهِ، ثُمَّ تَمُرُّ الْاَيَّامُ وَيَنْتَكِسُ اِلَى الْمَرَضِ وَيَعُودُ اِلَيْهِ مِنْ جَدِيدٍ، اَلَيْسَتْ هَذِهِ هِيَ الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى الَّتِي يَدْعُو بِهَا رَسُولُ اللهِ عَلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ؟! بَلَى اِنَّهَا الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى الَّتِي يَدْعُو عَلَيْهِ بِهَا رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنْ تُصِيبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِقَوْلِهِ{تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَاِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ(نَعَمْ اَخِي: يَدْعُو عَلَيْهِ الرَّسُولُ اَيْضاً اِذَا دَخَلَتِ الشَّوْكَةُ فِيهِ اَوْ فِي جَسَدِهِ، فَاَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَعْجَزَ الْمِنْقَاشُ عَنْ اِخْرَاجِ هَذِهِ الشَّوْكَةِ مِنْ جَسَدِهِ كَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، نَعَمْ اَخِي: وَالْمِنْقَاشُ هُوَ مِلْقَطُ الشَّوْكِ، اَوْ مَلْقَطُ الشَّعْرِ الْمَعْرُوفِ، بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَدْعُو عَلَيْهِ اَنْ تَكُونَ جُرْثُومَةٌ صَغِيرَةٌ تَدْخُلُ اِلَى جِسْمِهِ اَوْ جَسَدِهِ سَبَباً فِي قَتْلِهِ وَفِي اِهْلَاكِهِ بِمَا يُعْمِي اللهُ عَلَى بَصَرِهِ وَبَصِيرَتِهِ فِي قَلْبِهِ وَيَشْغَلُهُ بِغُرُورِهِ وَعُبُودِيَّتِهِ لِغَيْرِ اللهِ عَنِ اهْتِمَامِهِ بِصِحَّتِهِ، نَعَمْ اَخِي: فَانْظُرْ اِلَى هَذِهِ التَّوْعِيَةِ الصِّحِّيَّةِ الْمُلْفِتَةِ لِلنَّظَرِ مِنَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَ كَمْ نَخْشَى اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدِ اسْتَجَابَ لِشَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَلَمْ يَعُدْ سُبْحَانَهُ مُتَجَاهِلاً لِدُعَائِهِ كَمَا تَجَاهَلَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ اَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ اَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَاِنَّهُمْ ظَالِمُون(وَفِعْلاً اَخِي: تَرَى كُلَّ شَيْءٍ فِي اَيَّامِنَا اَصْبَحَ جُرْثُومِيّاً غَيْرَ صِحِّيٍّ، فَتَرَى الْغِذَاءَ غَيْرَ صِحِّيٍّ، وَالْاَطْعِمَةَ غَيْرَ صِحِّيَّةٍ ، وَتَرَى الْجِيلَ الْجَدِيدَ لَايَاْكُلُ فِي بَيْتِهِ اَبَداً، وَلَايُعْجِبُهُ الْاَكْلُ الْقَدِيمُ الَّذِي فِيهِ الصِّحَّةُ وَالْعَافِيَةُ، وَلَا نَفَسُ اُمِّهِ اَوْ زَوْجَتِهِ الطَّيِّبُ الْحَنُونُ فِي هَذَا الطَّعَامِ! وَاِنَّمَا يَذْهَبُ بِجُوعِهِ اِلَى الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ فِي الْاَسْوَاقِ! وَهُنَا وَهُنَاكَ! مِمَّا لَايُسْمِنُ وَلَايُغْنِي مِنْ جُوعٍ! وَلَايَنْفَعُ صِحَّةً! بَلْ يَجْلِبُ الْاَمْرَاضَ، نَعَمْ اَخِي: وَاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرُّ: اَنَّكَ تَرَى السُّمُومَ الْخَبِيثَةَ النَّجِسَةَ مِنَ التَّدْخِينِ وَالْمُعَسَّلِ الَّذِي يَجْلِبُ مِنَ الْاَمْرَاضِ الْخَبِيثَةِ، اَصْبَحَتْ فِي نَظَرِ النَّاسِ طَهَارَةً، بِدَلِيلِ اَنَّهَا لَاتَنْقُضُ الْوُضُوءَ عِنْدَ هَؤُلَاءِ(الَّذِينَ نَحْتَفِظُ لَهُمْ بَحَقِّ الرَّدِّ عَلَى مَاقُلْنَاهُ(بَلْ اِنَّ السَّائِلَ الطَّاهِرَ غَيْرَ الْمُطَهِّرِ لَايَصِحُّ بِهِ وُضُوءٌ عِنْدَ هَؤُلَاءِ، وَمِنْ بَابِ اَوْلَى التَّدْخِينُ وَالْمُعَسَّلُ الَّذِي يَصِحُّ بِهِ الْوُضُوءُ عِنْدَهُمْ، نَعَمْ اَخِي: تَجَوَّلْتُ مَرَّةً فِي شَوَارِعِ طَرْطُوسَ، فَرَاَيْتُ مَحَلّاً تِجَارِيّاً قَيْدَ الْاِنْشَاءِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: بُشْرَى سَارَّة! فَظَنَنْتُ اَنَّهَا بُشْرَى سَارَّةٌ مِنْ اَجْلِ افْتِتَاحِ مَكْتَبَةٍ مِنَ الْمَكَاتِبِ فِيهَا مَافِيهَا مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ الْمُفِيد، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَى هَذِهِ الْبُشْرَى السَّارَّةِ، وَهَمَمْتُ اَنْ اَنْصَرِفَ، فَنَادَانِي صَاحِبُ الدُّكَّانِ وَقَالَ لِي: سَيِّدَتِي! خُذِي هَذَا الْكَرْتَ، وَفِيهِ اَرْقَامُ الْهَاتِفِ الْخَاصَّةِ بِهَذَا الْمَحَلِّ التِّجَارِيِّ، فَقُلْتُ لَهُ: اَرْجُو اَنْ تَكُونَ اَسْعَارُكُمْ رَخِيصَةً وَاَنْ اَجِدَ بُغْيَتِي وَطَلَبِي مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي اَبْحَثُ عَنْهَا، فَقَالَ لِي: سَيِّدَتِي! عَنْ أَيِّ كُتُبٍ تَتَحَدَّثِينَ! فَاَنْتِ هُنَا لَنْ تَجِدِي بُغْيَتَكِ مِنْ هَذِهِ الْكُتُبِ! فَقُلْتُ لَهُ: مَاذَا سَاَجِدُ اِذاً؟! فَقَالَ لِي: بُشْرَى سَارَّة لِاَهَالِي طَرْطُوسَ وَاَرْوَادَ! اُطْلِبِي الْاَرْكِيلَةَ الَّتِي تَرْغَبِينَهَا مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنْ اَنْوَاعِ الْمُعَسَّلِ الَّذِي تُحِبِّينَ! فَلَدَيْنَا مُعَسَّلٌ بِالْفِرِيزِ! وَمُعَسَّلٌ بِالتُّفَّاحِ! وَمُعَسَّلٌ بِالتُّوتِ! وَمُعَسَّلٌ بِطَعْمِ الْمَانْجَا وَالْمَوْزِ! وَمَاتَرْغَبِينَ مِنْ جَمِيعِ اَنْوَاعِ الْمُعَسَّلِ! وَمَاعَلَيْكِ اِلَّا اَنْ تَطْلُبِيهَا؟ لِتَصِلَكِ فَوْراً عَلَى عُنْوَانِ الْبَيْتِ اَوِ الْمَكَانِ الَّذِي تَرْغَبِينَ مَعَ اِعْفَائِكِ مِنْ اُجُورِ النَّقْلِ وَالْمُوَاصَلَاتِ الَّتِي نَحْنُ نَتَكَفَّلُ بِهَا، وَسَتَصِلُكِ فِي بَيْتِكِ وَاَنْتِ جَالِسَةٌ مُسْتَرْخِيَةٌ مُرْتَاحَةٌ تَلُفِّينَ رِجْلاً عَلَى رِجْلٍ! فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الْبُشْرَى التِّجَارِيَّةِ السَّارَّةِ الَّتِي تَجْعَلُ الْمَفَاهِيمَ تَنْقَلِبُ رَاْساً عَلَى عَقِبٍ! اِنَّهَا الْبُشْرَى السَّارَّةُ الَّتِي تُوصِلُ اِلَى بَيْتِكَ السُّمَّ الزُّعَافَ وَالْمَرَضَ الْخَبِيثَ اَخِي الْمُؤْمِنَ! فَلَابَشَّرَ اللهُ صَاحِبَهَا بِخَيْرٍ اَبَداً اِنْ لَمْ يَتُبْ اِلَى اللِه تَوْبَةً نَصُوحاً، فَبَدَلَ اَنْ يُبَشِّرَنِي بِظُهُورِ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ عَلَى جَسَدِي، وَيَنْصَحُنِي بِشُكْرِ اللهِ عَلَيْهَا، وَيَدْعُو لِي بِدَوَامِهَا، اِذَا بِهِ يُبَشِّرُنِي بِزَوَالِهَا قَائِلاً: سَاَجْعَلُ صِحَّتَكِ تَزُولُ! وَسَاَجْعَلُكِ تَمْرَضِينَ بِاَخْطَرِ الْاَمْرَاضِ الْخَبِيثَةِ مِنْ اَمْرَاضِ السَّرَطَانِ وَالْقَلْبِ وَالْاَوْعِيَةِ وَالْجِهَازِ التَّنَفُّسِيِّ وَمَايَضُرُّ بِالْحَامِلِ وَمَايَضُرُّ بِجَنِينِهَا! فَانْظُرْ اَخِي اِلَى النَّاسِ حِينَمَا يَنْحَرِفُونَ عَنْ قِيَمِ الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ! وَكَيْفَ يَصِلُونَ اِلَى هَذَا الْحَضِيضِ مِنَ التَّفْكِيرِ! فَتَنْقَلِبُ الْمَفَاهِيمُ الصَّحِيحَةُ! فَيَصِيرُ مَاهُوَ ضَارٌّ كَاَنَّهُ نَافِعٌ! وَمَاهُوَ نَافِعٌ كَاَنَّهُ ضَارٌّ! وَيُلْبَسُ الْحَقُّ ثَوْبَ الْبَاطِلِ! وَيُلْبَسُ الْبَاطِلُ ثَوْبَ الْحَقِّ! فَاِلَى مَتَى سَنَسْتَمِرُّ فِي هَذَا التَّوَهَانِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ!؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَا خُرُوجَ لَنَا مِنْ هَذَا التَّوَهَانِ: اِلَّا حِينَمَا نَاْخُذُ هَذِهِ الْآَيَةَ بِقُوَّةٍ وَبِجِدِّيَّةٍ: وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوَمَ الْآَخِرَ، وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً( وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد: اَنَّ الشِّيعَةَ وَالنَّصَارَى مَازَالُوا اِلَى الْآَنَ يَطْرُقُونَ بُيُوتَنَا فِي مُحَافَظَةِ طَرْطُوسَ بَيْتاً بَيْتاً! دَاراً دَاراً! حَارَةً حَارَةً! زَنْكَا زَنْكَا؟ مِنْ اَجْلِ نَشْرِ التَّشَيُّعِ وَالتَّبْشِيرِ، فَاِذَا انْصَرَفُوا مَاْزُورِينَ غَيْرَ مَاْجُورِينَ وَلَمْ يَجِدُوا بُغْيَتَهُمْ، فَاِنَّهُمْ يُعَاوِدُونَ الِاتِّصَالَ الْهَاتِفِيَّ عَلَى الْبَيْتِ الَّذِي صَرَفَهُمْ دُونَ كَلَلٍ وَلَا مَلَلٍ؟ لِيَعْرِضُوا عَلَيْهِ عَرْضاً مُغْرِياً: وَهُوَ اَنْ يَقُومُوا بِاِنْشَاءِ مَكْتَبَةٍ فَخْمَةٍ اَنِيقَةٍ جِدّاً فِي بَيْتِهِ بِالْمَجَّانِ؟ لِيَضَعُوا لَهُ فِيهَا لَاحِقاً اَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ الْكُتُبِ الْيَهُودِيَّةِ الشِّيعِيَّةِ وَالتَّنْصِيرِيَّةِ وَبِاَرْخَصِ الْاَسْعَارِ، بَلْ وَبِالتَّقْسِيطِ الْمُرِيحِ الْمُمِلِّ الطَّوِيلِ الْاَمَدِ، وَاِنَّا لِلِه وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَلَيْسَ لَنَا اِلَّا اللُهُ ثُمَّ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ لِيُنْقِذَنَا مِنَ الضَّلَالِ النُّصَيْرِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ التَّنْصِيرِيِّ وَالشِّيعِيِّ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، وَمَانَزَالُ اِلَى الْآَنَ نَجِدُ بَارِقَةً مِنَ الْاَمَلِ فِي هَذِهِ الثَّوْرَةِ السُّورِيَّةِ الْمُبَارَكَةِ وَلَوْ لَمْ تَكُنْ اِلَى الْآَنَ عَلَى مُسْتَوَى طُمُوحَاتِنَا فِي الْهِدَايَةِ اِلَى التَّوْحِيدِ الصَّحِيحِ؟ لِاَنَّكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اِلَى الْآَنَ لَمْ تُمْسِكُوا بِطَرَفِ الْخَيْطِ الَّذِي يَقُودُنَا اِلَى الْهِدَايَةِ: وَهُوَ اَنْ تَبْدَؤُوا بِسَرْدِ الْاَدِلَّةِ وَالْبَرَاهِينِ عَلَى بُطْلَانِ عَقِيدَةِ التَّقَمُّصِ وَتَنَاسُخِ الْاَرْوَاحِ الدُّرْزِيَّةِ الْحَقِيرَة: مُسْتَدِلِّينَ بِقَوْلُهُ تَعَالَى{حَتَّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي اَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ، كَلَّا اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذِهِ الْعَقِيدَةُ الْبَاطِلَةُ الَّتِي تَدْفَعُ بِاَبْنَائِنَا النُّصَيْرِيِّينَ اِلَى التَّضْحِيَةِ بِالْغَالِي وَالرَّخِيصِ؟ مِنْ اَجْلِ بَقَاءِ الْكُرْسِيِّ الْاَسَدِيَّةِ فِي السُّلْطَةِ، وَكَاَنَّ هَذِهِ الْكُرْسِيَّ مُرَافِقَةٌ لِعَرْشِ الرَّحْمَنِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ اَنَّهُمْ وَلَوْ قُتِلُوا مِنْ اَجْلِ هَذِهِ الْكَرْسِيِّ، فَاِنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ فَوْراً فِي اَجْسَادٍ اُخْرَى، وَصَدِّقُونِي اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ قَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ: هُمْ مِنَ النَّوْعِ الْبَشَرِيِّ الَّذِي اِذَا اَقْنَعْتَهُ: فَاِنَّهُ يَقْتَنِعُ: وَلَكِنْ بِدَلِيلٍ مَنْطِقِيٍّ يُرْضِي عَقْلَهُ وَقَلْبَهُ، اَللَّهُمَّ اَلْهِمْنَا التَّمَسُّكَ بِكِتَابِكَ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبَيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله آَلَاء، وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين



















[/font][/size][/COLOR][/CENTER]

رد مع اقتباس